ذكر إمارة  توزون   
قد ذكرنا مسير  سيف الدولة  من بغداذ  ، فلما فارقها دخلها  توزون  ، وكان دخوله بغداذ  في الخامس والعشرين من رمضان ، فخلع عليه  المتقي لله  ، وجعله أمير الأمراء ، وصار  أبو جعفر الكرخي  ينظر في الأمور ، كما كان الكوفي ينظر فيها . 
ولما سار  توزون  عن واسط  ، أصعد إليها  البريدي  ، فهرب من بها من أصحاب  توزون  إلى بغداذ  ، ولم يمكن  توزون  المبادرة إلى واسط  إلى أن تستقر الأمور ببغداذ  ، فأقام إلى أن مضى بعض ذي القعدة . 
وكان  توزون  قد أسر غلاما عزيزا على  سيف الدولة  قريبا منه ، يقال له  ثمال  ، فأطلقه   [ ص: 118 ] وأكرمه وأنفذه إليه ، فحسن موقع ذلك من بني حمدان  ، ثم إن  توزون  انحدر إلى واسط  لقصد  البريدي  ، فأتاه  أبو جعفر بن شيرزاد     ( هاربا من  البريدي     ) ، فقبله وفرح به ، وقلده أموره كلها . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					