ذكر ولاية ابنه الأمير  نوح بن نصر  
 لما مات  نصر بن أحمد  ، تولى بعده خراسان  وما وراء النهر  ابنه  نوح  ، واستقر في شعبان من هذه السنة ، وبايعه الناس وحلفوا له ، ولقب بالأمير الحميد ، وفوض أمره   [ ص: 121 ] وتدبير مملكته إلى  أبي الفضل محمد بن أحمد الحاكم  ، وصدر عن رأيه . 
ولما ولي  نوح  ، هرب منه  أبو الفضل بن أحمد بن حمويه  ، وهو من أكابر أصحاب أبيه ، وكان سبب ذلك أن  السعيد نصرا  كان قد ولى ابنه  إسماعيل  بخارى  ، وكان  أبو الفضل  يتولى أمره وخلافته ، فأساء السيرة مع  نوح  وأصحابه ، فحقد ذلك عليه ، ثم توفي  إسماعيل  في حياة أبيه . 
وكان  نصر  يميل إلى  أبي الفضل  ويؤثره ، فقال له : إذا حدث علي حادث الموت فانج بنفسك ، فإني لا آمن  نوحا  عليك ، فلما مات الأمير  نصر  ، سار  أبو الفضل  من بخارى  وعبر  جيحون  ، وورد  آمل  ، وكاتب  أبا علي بن محتاج  وهو بنيسابور  ، يعرفه الحال ، وكان بينهما مصاهرة ، فكتب إليه  أبو علي  ينهاه عن الإلمام بناحيته لمصلحة . 
ثم إن الأمير  نوحا  أرسل إلى  أبي الفضل  كتاب أمان بخطه ، فعاد إليه فأحسن الفعل معه ، وولاه سمرقند  وكان  أبو الفضل  معرضا عن  محمد بن أحمد الحاكم  ، ولا يلتفت إليه ، ويسميه الخياط ، فأضمر  الحاكم  بغضه والإعراض عنه . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					