في هذه السنة سير المنصور محمد بن أبي عامر ، أمير الأندلس لهشام المؤيد عسكرا إلى بلاد الفرنج للغزاة ، فنالوا منهم وغنموا ، وأوغلوا في ديارهم ، وأسروا غرسية ، وهو ملك للفرنج ابن ملك من ملوكهم يقال له شانجة ، وكان من أعظم ملوكهم وأمنعهم ، وكان من القدر أن شاعرا للمنصور ، يقال له أبو العلاء صاعد بن الحسن الربعي ، قد قصده من بلاد الموصل ، وأقام عنده وامتدحه قبل هذا التاريخ ، فلما كان الآن أهدى أبو العلاء إلى المنصور أيلا . وكتب معه أبياتا منها :
يا حرز كل مخوف وأمان كل مشرد ومعز كل مذلل     جدواك إن تخصص به فلأهله 
وتعم بالإحسان كل مؤمل 
مولاي مؤنس غربتي ، متخطفي     من ظفر أيامي ، ممنع معقلي 
عبد رفعت بضبعه ، وغرسته     في نعمة أهدى إليك بأيل 
سميته  غرسية  ، وبعثته     في حبله ليتاح فيه تفاؤلي 
فلئن قبلت ، فتلك أسنى نعمة     أسدى بها ذو نعمة وتطول 
				
						
						
