الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر وفاة سيف الإسلام وملك ولده

في شوال من هذه السنة توفي سيف الإسلام طغتكين بن أيوب ، أخو صلاح الدين وهو صاحب اليمن ، بزبيد ، وقد ذكرنا كيف ملك . وكان شديد السيرة ، مضيقا على رعيته ، يشتري أموال التجار لنفسه ويبيعها كيف شاء .

وأراد ملك مكة - حرسها الله تعالى - فأرسل الخليفة الناصر لدين الله إلى أخيه صلاح الدين في المعنى ، فمنعه من ذلك ، وجمع من الأموال ما لا يحصى ، حتى أنه من كثرته كان يسبك الذهب ويجعله كالطاحون ويدخره .

ولما توفي ملك بعده ابنه إسماعيل ، وكان أهوج ، كثير التخليط بحيث إنه ادعى أنه قرشي من بني أمية ، وخطب لنفسه بالخلافة ، وتلقب بالهادي ، فلما سمع عمه الملك العادل ذلك ، ساءه وأهمه ، وكتب إليه يلومه ويوبخه ، ويأمره بالعود إلى نسبه الصحيح ، وبترك ما ارتكبه مما يضحك الناس منه ، فلم يلتفت إليه ولم يرجع وبقي كذلك ، وانضاف إلى ذلك أنه أساء السيرة مع أجناده وأمرائه ، فوثبوا عليه فقتلوه ، وملكوا عليهم بعده أميرا من مماليك أبيه .

التالي السابق


الخدمات العلمية