ذكر الأحاديث الدالة على استحباب
nindex.php?page=treesubj&link=24424الجهر بالذكر تصريحا أو التزاما
الحديث الأول : أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005393 " nindex.php?page=treesubj&link=24582يقول الله : أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه " والذكر في الملأ لا يكون إلا عن جهر .
[ ص: 467 ] الحديث الثاني : أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار ،
والحاكم في المستدرك وصححه عن
جابر قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005394خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " يا أيها الناس ، nindex.php?page=treesubj&link=24582إن لله سرايا من الملائكة تحل وتقف على مجالس الذكر في الأرض ، فارتعوا في رياض الجنة " ، قالوا : وأين رياض الجنة ؟ قال : " مجالس الذكر ، فاغدوا وروحوا في ذكر الله " .
الحديث الثالث : أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم والحاكم - واللفظ له - عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005395إن لله ملائكة سيارة وفضلاء ، يلتمسون مجالس الذكر في الأرض ، فإذا أتوا على مجلس ذكر حف بعضهم بعضا بأجنحتهم إلى السماء ، فيقول الله : من أين جئتم ؟ فيقولون : جئنا من عند عبادك يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويهللونك ويسألونك ويستجيرونك ، فيقول : ما يسألون ؟ وهو أعلم ، فيقولون : يسألونك الجنة ، فيقول : وهل رأوها ؟ فيقولون : لا يا رب ، فيقول : فكيف لو رأوها ، ثم يقول : ومم يستجيروني ؟ وهو أعلم بهم ، فيقولون : من النار ، فيقول : وهل رأوها ؟ فيقولون : لا ، فيقول : فكيف لو رأوها ؟ ثم يقول : اشهدوا أني قد غفرت لهم وأعطيتهم ما سألوني وأجرتهم مما استجاروني ، فيقولون : ربنا ، إن فيهم عبدا خطاء جلس إليهم وليس منهم ، فيقول : وهو أيضا قد غفرت له ، هم القوم لا يشقى بهم جليسهم " .
الحديث الرابع : أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=showalam&ids=44وأبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005396 " ما من قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده " .
الحديث الخامس : أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي عن
معاوية nindex.php?page=hadith&LINKID=16005397 " أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه فقال : ما يجلسكم ؟ قالوا : جلسنا نذكر الله ونحمده ، فقال : إنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله يباهي بكم الملائكة " .
الحديث السادس : أخرج
الحاكم وصححه
nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في شعب الإيمان عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005398 " أكثروا ذكر الله حتى يقولوا : مجنون " .
الحديث السابع : أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في شعب الإيمان عن
nindex.php?page=showalam&ids=11838أبي الجوزاء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005399 " أكثروا ذكر الله حتى يقول المنافقون : إنكم مراءون " مرسل ، ووجه الدلالة من هذا والذي قبله أن ذلك إنما يقال عند الجهر دون الإسرار .
الحديث الثامن : أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005400 " إذا مررتم برياض [ ص: 468 ] الجنة فارتعوا " قالوا : يا رسول الله ، وما رياض الجنة ؟ قال : " حلق الذكر " .
الحديث التاسع : أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=15549بقي بن مخلد عن
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو nindex.php?page=hadith&LINKID=16005401أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بمجلسين ، أحد المجلسين يدعون الله ويرغبون إليه ، والآخر يعلمون العلم ، فقال : " كلا المجلسين خير ، وأحدهما أفضل من الآخر " .
الحديث العاشر : أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=5078عبد الله بن مغفل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" nindex.php?page=treesubj&link=24425ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله إلا ناداهم مناد من السماء : قوموا مغفورا لكم ، قد بدلت سيئاتكم حسنات " .
الحديث الحادي عشر : أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005403 " يقول الرب تعالى يوم القيامة : سيعلم أهل الجمع اليوم من أهل الكرم ، فقيل : ومن أهل الكرم يا رسول الله ؟ قال : مجالس الذكر في المساجد " .
الحديث الثاني عشر : أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود قال : إن الجبل لينادي الجبل باسمه : يا فلان ، هل مر بك اليوم لله ذاكر ؟ فإن قال : نعم ، استبشر ، ثم قرأ
عبد الله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=89لقد جئتم شيئا إدا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=90تكاد السماوات يتفطرن منه ) الآية ، وقال : أيسمعون الزور ولا يسمعون الخير ؟
الحديث الثالث عشر : أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير في تفسيره عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=29فما بكت عليهم السماء والأرض ) قال : إن المؤمن إذا مات بكى عليه من الأرض الموضع الذي كان يصلي فيه ويذكر الله فيه ، وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا عن
أبي عبيد قال : إن المؤمن إذا مات نادت بقاع الأرض : عبد الله المؤمن مات ، فتبكي عليه الأرض والسماء ، فيقول الرحمن : ما يبكيكما على عبدي ؟ فيقولون : ربنا لم يمش في ناحية منا قط إلا وهو يذكرك . وجه الدلالة من ذلك أن سماع الجبال والأرض للذكر لا يكون إلا عن الجهر به .
الحديث الرابع عشر : أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي بسند صحيح عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005404قال الله تعالى : عبدي ، إذا ذكرتني خاليا ذكرتك خاليا ، وإن ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ خير منهم وأكثر " .
الحديث الخامس عشر : أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005405قال ابن الأدرع : [ ص: 469 ] انطلقت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة ، فمر برجل في المسجد يرفع صوته ، قلت : يا رسول الله ، عسى أن يكون هذا مرائيا ، قال : " لا ، ولكنه أواه " . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=27عقبة بن عامر nindex.php?page=hadith&LINKID=16005406أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل يقال له : ذو البجادين : إنه أواه ، وذلك أنه كان يذكر الله ، وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله nindex.php?page=hadith&LINKID=16005407أن رجلا كان يرفع صوته بالذكر ، فقال رجل : لو أن هذا خفض من صوته ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " دعه فإنه أواه " .
الحديث السادس عشر : أخرج
الحاكم عن
nindex.php?page=showalam&ids=75شداد بن أوس قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005408 " إنا لعند النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال : ارفعوا أيديكم فقولوا : لا إله إلا الله ، ففعلنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم إنك بعثتني بهذه الكلمة وأمرتني بها ووعدتني عليها الجنة ، إنك لا تخلف الميعاد ، ثم قال : أبشروا فإن الله قد غفر لكم " .
الحديث السابع عشر : أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005409 " إن لله سيارة من الملائكة يطلبون حلق الذكر ، فإذا أتوا عليهم حفوا بهم ، فيقول الله تعالى : غشوهم برحمتي فهم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم " .
الحديث الثامن عشر : أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير عن
عبد الرحمن بن سهل بن حنيف قال :
نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بعض أبياته : ( nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=28واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي ) الآية ، فخرج يلتمسهم فوجد قوما يذكرون الله تعالى ، منهم ثائر الرأس وجاف الجلد وذو الثوب الواحد ، فلما رآهم جلس معهم وقال : " الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرني أن أصبر نفسي معهم " .
الحديث التاسع عشر : أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد في الزهد عن
ثابت قال :
" كان سلمان في عصابة يذكرون الله فمر النبي صلى الله عليه وسلم فكفوا فقال : ما كنتم تقولون ؟ قلنا : نذكر الله ، قال : إني رأيت الرحمة تنزل عليكم فأحببت أن أشارككم فيها ، ثم قال : الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرت أن أصبر نفسي معهم " .
الحديث العشرون : أخرج
الأصبهاني في الترغيب عن
أبي رزين العقيلي "
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : ألا أدلك على ملاك الأمر الذي تصيب به خيري الدنيا والآخرة ؟ قال : بلى ، قال : عليك بمجالس الذكر ، وإذا خلوت فحرك لسانك بذكر الله " .
[ ص: 470 ] الحديث الحادي والعشرون : أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي والأصبهاني عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005413 " لأن أجلس مع قوم يذكرون الله بعد صلاة الصبح إلى أن تطلع الشمس أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ، ولأن أجلس مع قوم يذكرون الله بعد العصر إلى أن تغيب الشمس أحب إلي من الدنيا وما فيها " .
الحديث الثاني والعشرون : أخرج الشيخان عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : إن
nindex.php?page=treesubj&link=24424_33154_24439رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته .
الحديث الثالث والعشرون : أخرج
الحاكم عن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005414 " nindex.php?page=treesubj&link=24449من دخل السوق فقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير ، كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ، ورفع له ألف ألف درجة ، وبنى له بيتا في الجنة " وفي بعض طرقه : " فنادى " .
الحديث الرابع والعشرون : أخرج
أحمد وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي وصححه
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه عن
السائب ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005415 " جاءني جبريل فقال : مر أصحابك يرفعوا أصواتهم بالتكبير .
الحديث الخامس والعشرون : أخرج
المروزي في كتاب العيدين عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد أن
nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر nindex.php?page=showalam&ids=3وأبا هريرة كانا يأتيان السوق أيام العشر فيكبران ، لا يأتيان السوق إلا لذلك ، وأخرج أيضا عن
nindex.php?page=showalam&ids=16531عبيد بن عمير قال : كان
عمر يكبر في قبته فيكبر أهل المسجد فيكبر أهل السوق ، حتى ترتج
منى تكبيرا ، وأخرج أيضا عن
nindex.php?page=showalam&ids=17188ميمون بن مهران قال : أدركت الناس وإنهم ليكبرون في العشر حتى كنت أشبهها بالأمواج من كثرتها .
فصل : إذا تأملت ما أوردنا من الأحاديث عرفت من مجموعها أنه لا كراهة البتة في الجهر بالذكر ، بل فيه ما يدل على استحبابه إما صريحا أو التزاما ، كما أشرنا إليه ، وأما معارضته بحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005416 " خير الذكر الخفي " فهو نظير معارضة أحاديث
nindex.php?page=treesubj&link=32258الجهر بالقرآن بحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005417 " المسر بالقرآن كالمسر بالصدقة " وقد جمع
النووي بينهما بأن الإخفاء أفضل حيث خاف الرياء أو تأذى به مصلون أو نيام ، والجهر أفضل في غير ذلك ؛ لأن العمل فيه أكثر ولأن فائدته تتعدى إلى السامعين ، ولأنه يوقظ قلب القارئ ويجمع همه إلى الفكر ويصرف سمعه إليه ويطرد النوم ويزيد في النشاط ، وقال بعضهم : يستحب الجهر ببعض القراءة والإسرار
[ ص: 471 ] ببعضها ؛ لأن المسر قد يمل فيأنس بالجهر ، والجاهر قد يكل فيستريح بالإسرار . انتهى ، وكذلك نقول في الذكر على هذا التفصيل ، وبه يحصل الجمع بين الأحاديث .
فإن قلت : قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=205واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول ) قلت : الجواب عن هذه الآية من ثلاثة أوجه :
الأول : أنها مكية كآية الإسراء : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=110ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها ) وقد نزلت حين كان النبي صلى الله عليه وسلم يجهر بالقرآن فيسمعه المشركون فيسبون القرآن ومن أنزله ، فأمر بترك الجهر سدا للذريعة ، كما نهي عن سب الأصنام لذلك في قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=108ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم ) وقد زال هذا المعنى ، وأشار إلى ذلك
ابن كثير في تفسيره .
الثاني : أن جماعة من المفسرين ، منهم
nindex.php?page=showalam&ids=16327عبد الرحمن بن زيد بن أسلم شيخ
مالك ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير حملوا الآية على الذاكر حال قراءة القرآن ، وأنه أمر له بالذكر على هذه الصفة تعظيما للقرآن أن ترفع عنده الأصوات ، ويقويه اتصالها بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=204وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا ) قلت : وكأنه لما أمر بالإنصات خشي من ذلك الإخلاد إلى البطالة ، فنبه على أنه وإن كان مأمورا بالسكوت باللسان إلا أن تكليف الذكر بالقلب باق حتى لا يغفل عن ذكر الله ، ولذا ختم الآية بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=205ولا تكن من الغافلين )
. الثالث : ما ذكره
الصوفية أن الأمر في الآية خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم الكامل المكمل ، وأما غيره ممن هو محل الوساوس والخواطر الردية فمأمور بالجهر ؛ لأنه أشد تأثيرا في دفعها ، قلت : ويؤيده من الحديث ما أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار عن
nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005418 " nindex.php?page=treesubj&link=1256من صلى منكم بالليل فليجهر بقراءته ؛ فإن الملائكة تصلي بصلاته وتسمع لقراءته ، وإن مؤمني الجن الذين يكونون في الهواء وجيرانه معه في مسكنه يصلون بصلاته ويستمعون قراءته ، وإنه ينطرد بجهره بقراءته عن داره وعن الدور التي حوله فساق الجن ومردة الشياطين " .
فإن قلت : فقد قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=55ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين ) وقد فسر الاعتداء بالجهر في الدعاء ، قلت : الجواب عنه من وجهين :
أحدهما : أن الراجح في تفسيره أنه تجاوز المأمور به أو اختراع دعوة لا أصل لها في الشرع ، ويؤيده ما أخرجه ابن
ماجه والحاكم في مستدركه وصححه عن
أبي نعامة رضي الله عنه
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005419 " أن nindex.php?page=showalam&ids=5078عبد الله بن مغفل سمع ابنه يقول : اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة ، فقال : إني سمعت [ ص: 472 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الدعاء " فهذا تفسير صحابي وهو أعلم بالمراد .
الثاني : على تقدير التسليم ، فالآية في الدعاء لا في الذكر ، والدعاء بخصوصه الأفضل فيه الإسرار ؛ لأنه أقرب إلى الإجابة ، ولذا قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=3إذ نادى ربه نداء خفيا ) ومن ثم استحب
nindex.php?page=treesubj&link=1563الإسرار بالاستعاذة في الصلاة اتفاقا ؛ لأنها دعاء ، فإن قلت : فقد نقل عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود أنه رأى قوما يهللون برفع الصوت في المسجد فقال : ما أراكم إلا مبتدعين ، حتى أخرجهم من المسجد . قلت : هذا الأثر عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود يحتاج إلى بيان سنده ومن أخرجه من الأئمة الحفاظ في كتبهم ، وعلى تقدير ثبوته فهو معارض بالأحاديث الكثيرة الثابتة المتقدمة ، وهي مقدمة عليه عند التعارض ، ثم رأيت ما يقتضي إنكار ذلك عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد بن حنبل في كتاب الزهد : ثنا
حسين بن محمد ، ثنا
المسعودي ، عن
عامر بن شقيق ، عن
أبي وائل قال : هؤلاء الذين يزعمون أن
عبد الله كان ينهى عن الذكر ، ما جالست
عبد الله مجلسا قط إلا ذكر الله فيه . وأخرج
أحمد في الزهد عن
nindex.php?page=showalam&ids=15603ثابت البناني قال : إن أهل ذكر الله ليجلسون إلى ذكر الله ، وإن عليهم من الآثام أمثال الجبال ، وإنهم ليقومون من ذكر الله تعالى ما عليهم منها شيء .
ذِكْرُ الْأَحَادِيثِ الدَّالَّةِ عَلَى اسْتِحْبَابِ
nindex.php?page=treesubj&link=24424الْجَهْرِ بِالذِّكْرِ تَصْرِيحًا أَوِ الْتِزَامًا
الْحَدِيثُ الْأَوَّلُ : أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005393 " nindex.php?page=treesubj&link=24582يَقُولُ اللَّهُ : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي ، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي ، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي ، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَأٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَأٍ خَيْرٍ مِنْهُ " وَالذِّكْرُ فِي الْمَلَأِ لَا يَكُونُ إِلَّا عَنْ جَهْرٍ .
[ ص: 467 ] الْحَدِيثُ الثَّانِي : أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=13863الْبَزَّارُ ،
والحاكم فِي الْمُسْتَدْرَكِ وَصَحَّحَهُ عَنْ
جابر قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005394خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، nindex.php?page=treesubj&link=24582إِنَّ لِلَّهِ سَرَايَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ تَحُلُّ وَتَقِفُ عَلَى مَجَالِسِ الذِّكْرِ فِي الْأَرْضِ ، فَارْتَعُوا فِي رِيَاضِ الْجَنَّةِ " ، قَالُوا : وَأَيْنَ رِيَاضُ الْجَنَّةِ ؟ قَالَ : " مَجَالِسُ الذِّكْرِ ، فَاغْدُوَا وَرُوحُوا فِي ذِكْرِ اللَّهِ " .
الْحَدِيثُ الثَّالِثُ : أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٌ والحاكم - وَاللَّفْظُ لَهُ - عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005395إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً سَيَّارَةً وَفُضَلَاءَ ، يَلْتَمِسُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ فِي الْأَرْضِ ، فَإِذَا أَتَوْا عَلَى مَجْلِسِ ذِكْرٍ حَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِأَجْنِحَتِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ ، فَيَقُولُ اللَّهُ : مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : جِئْنَا مِنْ عِنْدِ عِبَادِكَ يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيُهَلِّلُونَكَ وَيَسْأَلُونَكَ وَيَسْتَجِيرُونَكَ ، فَيَقُولُ : مَا يَسْأَلُونَ ؟ وَهُوَ أَعْلَمُ ، فَيَقُولُونَ : يَسْأَلُونَكَ الْجَنَّةَ ، فَيَقُولُ : وَهَلْ رَأَوْهَا ؟ فَيَقُولُونَ : لَا يَا رَبِّ ، فَيَقُولُ : فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا ، ثُمَّ يَقُولُ : وَمِمَّ يَسْتَجِيرُونِي ؟ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ ، فَيَقُولُونَ : مِنَ النَّارِ ، فَيَقُولُ : وَهَلْ رَأَوْهَا ؟ فَيَقُولُونَ : لَا ، فَيَقُولُ : فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا ؟ ثُمَّ يَقُولُ : اشْهَدُوا أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ وَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُونِي وَأَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُونِي ، فَيَقُولُونَ : رَبَّنَا ، إِنَّ فِيهِمْ عَبْدًا خَطَّاءً جَلَسَ إِلَيْهِمْ وَلَيْسَ مِنْهُمْ ، فَيَقُولُ : وَهُوَ أَيْضًا قَدْ غَفَرْتُ لَهُ ، هُمُ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ " .
الْحَدِيثُ الرَّابِعُ : أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٌ nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ nindex.php?page=showalam&ids=44وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005396 " مَا مِنْ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا حَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ " .
الْحَدِيثُ الْخَامِسُ : أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٌ nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ عَنْ
معاوية nindex.php?page=hadith&LINKID=16005397 " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَى حَلْقَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ : مَا يُجْلِسُكُمْ ؟ قَالُوا : جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللَّهَ وَنَحْمَدُهُ ، فَقَالَ : إِنَّهُ أَتَانِي جِبْرِيلُ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ اللَّهَ يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلَائِكَةَ " .
الْحَدِيثُ السَّادِسُ : أَخْرَجَ
الحاكم وَصَحَّحَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13933وَالْبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الْإِيمَانِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=44أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005398 " أَكْثِرُوا ذِكْرَ اللَّهِ حَتَّى يَقُولُوا : مَجْنُونٌ " .
الْحَدِيثُ السَّابِعُ : أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الْإِيمَانِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11838أَبِي الْجَوْزَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005399 " أَكْثِرُوا ذِكْرَ اللَّهِ حَتَّى يَقُولَ الْمُنَافِقُونَ : إِنَّكُمْ مُرَاءُونَ " مُرْسَلٌ ، وَوَجْهُ الدَّلَالَةِ مِنْ هَذَا وَالَّذِي قَبْلَهُ أَنَّ ذَلِكَ إِنَّمَا يُقَالُ عِنْدَ الْجَهْرِ دُونَ الْإِسْرَارِ .
الْحَدِيثُ الثَّامِنُ : أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005400 " إِذَا مَرَرْتُمْ بِرِيَاضِ [ ص: 468 ] الْجَنَّةِ فَارْتَعُوا " قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ ؟ قَالَ : " حِلَقُ الذِّكْرِ " .
الْحَدِيثُ التَّاسِعُ : أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=15549بَقِيُّ بْنُ مَخْلَدٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=13عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو nindex.php?page=hadith&LINKID=16005401أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِمَجْلِسَيْنِ ، أَحَدُ الْمَجْلِسَيْنِ يَدْعُونَ اللَّهَ وَيَرْغَبُونَ إِلَيْهِ ، وَالْآخَرُ يُعَلِّمُونَ الْعِلْمَ ، فَقَالَ : " كِلَا الْمَجْلِسَيْنِ خَيْرٌ ، وَأَحَدُهُمَا أَفْضَلُ مِنَ الْآخَرِ " .
الْحَدِيثُ الْعَاشِرُ : أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=5078عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" nindex.php?page=treesubj&link=24425مَا مِنْ قَوْمٍ اجْتَمَعُوا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا نَادَاهُمْ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ : قُومُوا مَغْفُورًا لَكُمْ ، قَدْ بُدِّلَتْ سَيِّئَاتُكُمْ حَسَنَاتٍ " .
الْحَدِيثُ الْحَادِيَ عَشَرَ : أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=44أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005403 " يَقُولُ الرَّبُّ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ : سَيَعْلَمُ أَهْلُ الْجَمْعِ الْيَوْمَ مَنْ أَهْلُ الْكَرَمِ ، فَقِيلَ : وَمَنْ أَهْلُ الْكَرَمِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : مَجَالِسُ الذِّكْرِ فِي الْمَسَاجِدِ " .
الْحَدِيثُ الثَّانِي عَشَرَ : أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : إِنَّ الْجَبَلَ لَيُنَادِي الْجَبَلَ بِاسْمِهِ : يَا فُلَانُ ، هَلْ مَرَّ بِكَ الْيَوْمَ لِلَّهِ ذَاكِرٌ ؟ فَإِنْ قَالَ : نَعَمِ ، اسْتَبْشَرَ ، ثُمَّ قَرَأَ
عبد الله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=89لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=90تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ ) الْآيَةَ ، وَقَالَ : أَيَسْمَعُونَ الزُّورَ وَلَا يَسْمَعُونَ الْخَيْرَ ؟
الْحَدِيثُ الثَّالِثَ عَشَرَ : أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ فِي تَفْسِيرِهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=29فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ ) قَالَ : إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا مَاتَ بَكَى عَلَيْهِ مِنَ الْأَرْضِ الْمَوْضِعُ الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ وَيَذْكُرُ اللَّهَ فِيهِ ، وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12455ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا عَنْ
أبي عبيد قَالَ : إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا مَاتَ نَادَتْ بِقَاعُ الْأَرْضِ : عَبْدُ اللَّهِ الْمُؤْمِنُ مَاتَ ، فَتَبْكِي عَلَيْهِ الْأَرْضُ وَالسَّمَاءُ ، فَيَقُولُ الرَّحْمَنُ : مَا يُبْكِيكُمَا عَلَى عَبْدِي ؟ فَيَقُولُونَ : رَبَّنَا لَمْ يَمْشِ فِي نَاحِيَةٍ مِنَّا قَطُّ إِلَّا وَهُوَ يَذْكُرُكَ . وَجْهُ الدَّلَالَةِ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ سَمَاعَ الْجِبَالِ وَالْأَرْضِ لِلذِّكْرِ لَا يَكُونُ إِلَّا عَنِ الْجَهْرِ بِهِ .
الْحَدِيثُ الرَّابِعَ عَشَرَ : أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=13863الْبَزَّارُ nindex.php?page=showalam&ids=13933وَالْبَيْهَقِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005404قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : عَبْدِي ، إِذَا ذَكَرْتَنِي خَالِيًا ذَكَرْتُكَ خَالِيًا ، وَإِنْ ذَكَرْتَنِي فِي مَلَأٍ ذَكَرْتُكَ فِي مَلَأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَأَكْثَرَ " .
الْحَدِيثُ الْخَامِسَ عَشَرَ : أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15944زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005405قَالَ ابن الأدرع : [ ص: 469 ] انْطَلَقْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً ، فَمَرَّ بِرَجُلٍ فِي الْمَسْجِدِ يَرْفَعُ صَوْتَهُ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، عَسَى أَنْ يَكُونَ هَذَا مُرَائِيًا ، قَالَ : " لَا ، وَلَكِنَّهُ أَوَّاهٌ " . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=27عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ nindex.php?page=hadith&LINKID=16005406أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِرَجُلٍ يُقَالُ لَهُ : ذو البجادين : إِنَّهُ أَوَّاهٌ ، وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ يَذْكُرُ اللَّهَ ، وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ nindex.php?page=hadith&LINKID=16005407أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالذِّكْرِ ، فَقَالَ رَجُلٌ : لَوْ أَنَّ هَذَا خَفَضَ مِنْ صَوْتِهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " دَعْهُ فَإِنَّهُ أَوَّاهٌ " .
الْحَدِيثُ السَّادِسَ عَشَرَ : أَخْرَجَ
الحاكم عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=75شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005408 " إِنَّا لَعِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ قَالَ : ارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ فَقُولُوا : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، فَفَعَلْنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اللَّهُمَّ إِنَّكَ بَعَثْتَنِي بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ وَأَمَرْتَنِي بِهَا وَوَعَدْتَنِي عَلَيْهَا الْجَنَّةَ ، إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ، ثُمَّ قَالَ : أَبْشِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكُمْ " .
الْحَدِيثُ السَّابِعَ عَشَرَ : أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=13863الْبَزَّارُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005409 " إِنَّ لِلَّهِ سَيَّارَةً مِنَ الْمَلَائِكَةِ يَطْلُبُونَ حِلَقَ الذِّكْرِ ، فَإِذَا أَتَوْا عَلَيْهِمْ حَفُّوا بِهِمْ ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : غَشُّوهُمْ بِرَحْمَتِي فَهُمُ الْجُلَسَاءُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ " .
الْحَدِيثُ الثَّامِنَ عَشَرَ : أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ عَنْ
عبد الرحمن بن سهل بن حنيف قَالَ :
نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي بَعْضِ أَبْيَاتِهِ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=28وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ ) الْآيَةَ ، فَخَرَجَ يَلْتَمِسُهُمْ فَوَجَدَ قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَعَالَى ، مِنْهُمْ ثَائِرُ الرَّأْسِ وَجَافُّ الْجِلْدِ وَذُو الثَّوْبِ الْوَاحِدِ ، فَلَمَّا رَآهُمْ جَلَسَ مَعَهُمْ وَقَالَ : " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي أُمَّتِي مَنْ أَمَرَنِي أَنْ أُصَبِّرَ نَفْسِي مَعَهُمْ " .
الْحَدِيثُ التَّاسِعَ عَشَرَ : أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ عَنْ
ثابت قَالَ :
" كَانَ سلمان فِي عِصَابَةٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ فَمَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَفُّوا فَقَالَ : مَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ ؟ قُلْنَا : نَذْكُرُ اللَّهَ ، قَالَ : إِنِّي رَأَيْتُ الرَّحْمَةَ تَنْزِلُ عَلَيْكُمْ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُشَارِكَكُمْ فِيهَا ، ثُمَّ قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي أُمَّتِي مَنْ أُمِرْتُ أَنْ أُصَبِّرَ نَفْسِي مَعَهُمْ " .
الْحَدِيثُ الْعِشْرُونَ : أَخْرَجَ
الأصبهاني فِي التَّرْغِيبِ عَنْ
أبي رزين العقيلي "
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ : أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى مِلَاكِ الْأَمْرِ الَّذِي تُصِيبُ بِهِ خَيْرَيِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ؟ قَالَ : بَلَى ، قَالَ : عَلَيْكَ بِمَجَالِسِ الذِّكْرِ ، وَإِذَا خَلَوْتَ فَحَرِّكْ لِسَانَكَ بِذِكْرِ اللَّهِ " .
[ ص: 470 ] الْحَدِيثُ الْحَادِي وَالْعِشْرُونَ : أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12455ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا nindex.php?page=showalam&ids=13933وَالْبَيْهَقِيُّ والأصبهاني عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005413 " لَأَنْ أَجْلِسَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ إِلَى أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ ، وَلَأَنْ أَجْلِسَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ بَعْدَ الْعَصْرِ إِلَى أَنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا " .
الْحَدِيثُ الثَّانِي وَالْعِشْرُونَ : أَخْرَجَ الشَّيْخَانِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : إِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=24424_33154_24439رَفْعَ الصَّوْتِ بِالذِّكْرِ حِينَ يَنْصَرِفُ النَّاسُ مِنَ الْمَكْتُوبَةِ كَانَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : كُنْتُ أَعْلَمُ إِذَا انْصَرَفُوا بِذَلِكَ إِذَا سَمِعْتُهُ .
الْحَدِيثُ الثَّالِثُ وَالْعِشْرُونَ : أَخْرَجَ
الحاكم عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005414 " nindex.php?page=treesubj&link=24449مَنْ دَخَلَ السُّوقَ فَقَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ وَمَحَا عَنْهُ أَلْفَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ ، وَرَفَعَ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ دَرَجَةٍ ، وَبَنَى لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ " وَفِي بَعْضِ طُرُقِهِ : " فَنَادَى " .
الْحَدِيثُ الرَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ : أَخْرَجَ
أحمد وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=13478وَابْنُ مَاجَهْ عَنِ
السائب ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005415 " جَاءَنِي جِبْرِيلُ فَقَالَ : مَرَّ أَصْحَابُكَ يَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالتَّكْبِيرِ .
الْحَدِيثُ الْخَامِسُ وَالْعِشْرُونَ : أَخْرَجَ
المروزي فِي كِتَابِ الْعِيدَيْنِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=12عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ nindex.php?page=showalam&ids=3وَأَبَا هُرَيْرَةَ كَانَا يَأْتِيَانِ السُّوقَ أَيَّامَ الْعَشْرِ فَيُكَبِّرَانِ ، لَا يَأْتِيَانِ السُّوقَ إِلَّا لِذَلِكَ ، وَأَخْرَجَ أَيْضًا عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16531عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ : كَانَ
عمر يُكَبِّرُ فِي قُبَّتِهِ فَيُكَبِّرُ أَهْلُ الْمَسْجِدِ فَيُكَبِّرُ أَهْلُ السُّوقِ ، حَتَّى تَرْتَجَّ
مِنًى تَكْبِيرًا ، وَأَخْرَجَ أَيْضًا عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17188مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ : أَدْرَكْتُ النَّاسَ وَإِنَّهُمْ لَيُكَبِّرُونَ فِي الْعَشْرِ حَتَّى كُنْتُ أُشَبِّهُهَا بِالْأَمْوَاجِ مِنْ كَثْرَتِهَا .
فَصْلٌ : إِذَا تَأَمَّلْتَ مَا أَوْرَدْنَا مِنَ الْأَحَادِيثِ عَرَفْتَ مِنْ مَجْمُوعِهَا أَنَّهُ لَا كَرَاهَةَ الْبَتَّةَ فِي الْجَهْرِ بِالذِّكْرِ ، بَلْ فِيهِ مَا يَدُلُّ عَلَى اسْتِحْبَابِهِ إِمَّا صَرِيحًا أَوِ الْتِزَامًا ، كَمَا أَشَرْنَا إِلَيْهِ ، وَأَمَّا مُعَارَضَتُهُ بِحَدِيثِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005416 " خَيْرُ الذِّكْرِ الْخَفِيُّ " فَهُوَ نَظِيرُ مُعَارَضَةِ أَحَادِيثِ
nindex.php?page=treesubj&link=32258الْجَهْرِ بِالْقُرْآنِ بِحَدِيثِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005417 " الْمُسِرُّ بِالْقُرْآنِ كَالْمُسِرِّ بِالصَّدَقَةِ " وَقَدْ جَمَعَ
النووي بَيْنَهُمَا بِأَنَّ الْإِخْفَاءَ أَفْضَلُ حَيْثُ خَافَ الرِّيَاءَ أَوْ تَأَذَّى بِهِ مُصَلُّونَ أَوْ نِيَامٌ ، وَالْجَهْرُ أَفْضَلُ فِي غَيْرِ ذَلِكَ ؛ لِأَنَّ الْعَمَلَ فِيهِ أَكْثَرُ وَلِأَنَّ فَائِدَتَهُ تَتَعَدَّى إِلَى السَّامِعِينَ ، وَلِأَنَّهُ يُوقِظُ قَلْبَ الْقَارِئِ وَيَجْمَعُ هَمَّهُ إِلَى الْفِكْرِ وَيَصْرِفُ سَمْعَهُ إِلَيْهِ وَيَطْرُدُ النَّوْمَ وَيَزِيدُ فِي النَّشَاطِ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : يُسْتَحَبُّ الْجَهْرُ بِبَعْضِ الْقِرَاءَةِ وَالْإِسْرَارُ
[ ص: 471 ] بِبَعْضِهَا ؛ لِأَنَّ الْمُسِرَّ قَدْ يَمَلُّ فَيَأْنَسُ بِالْجَهْرِ ، وَالْجَاهِرُ قَدْ يَكِلُّ فَيَسْتَرِيحُ بِالْإِسْرَارِ . انْتَهَى ، وَكَذَلِكَ نَقُولُ فِي الذِّكْرِ عَلَى هَذَا التَّفْصِيلِ ، وَبِهِ يَحْصُلُ الْجَمْعُ بَيْنَ الْأَحَادِيثِ .
فَإِنْ قُلْتَ : قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=205وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ ) قُلْتُ : الْجَوَابُ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ مِنْ ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ :
الْأَوَّلُ : أَنَّهَا مَكِّيَّةٌ كَآيَةِ الْإِسْرَاءِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=110وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا ) وَقَدْ نَزَلَتْ حِينَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْهَرُ بِالْقُرْآنِ فَيَسْمَعُهُ الْمُشْرِكُونَ فَيَسُبُّونَ الْقُرْآنَ وَمَنْ أَنْزَلَهُ ، فَأُمِرَ بِتَرْكِ الْجَهْرِ سَدًّا لِلذَّرِيعَةِ ، كَمَا نُهِيَ عَنْ سَبِّ الْأَصْنَامِ لِذَلِكَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=108وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ) وَقَدْ زَالَ هَذَا الْمَعْنَى ، وَأَشَارَ إِلَى ذَلِكَ
ابن كثير فِي تَفْسِيرِهِ .
الثَّانِي : أَنَّ جَمَاعَةً مِنَ الْمُفَسِّرِينَ ، مِنْهُمْ
nindex.php?page=showalam&ids=16327عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ شَيْخُ
مالك ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ حَمَلُوا الْآيَةَ عَلَى الذَّاكِرِ حَالَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ ، وَأَنَّهُ أُمِرَ لَهُ بِالذِّكْرِ عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ تَعْظِيمًا لِلْقُرْآنِ أَنْ تُرْفَعَ عِنْدَهُ الْأَصْوَاتُ ، وَيُقَوِّيِهِ اتِّصَالُهَا بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=204وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا ) قُلْتُ : وَكَأَنَّهُ لَمَّا أَمَرَ بِالْإِنْصَاتِ خَشِيَ مِنْ ذَلِكَ الْإِخْلَادَ إِلَى الْبَطَالَةِ ، فَنَبَّهَ عَلَى أَنَّهُ وَإِنْ كَانَ مَأْمُورًا بِالسُّكُوتِ بِاللِّسَانِ إِلَّا أَنَّ تَكْلِيفَ الذِّكْرِ بِالْقَلْبِ بَاقٍ حَتَّى لَا يَغْفُلَ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ، وَلِذَا خَتَمَ الْآيَةَ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=205وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ )
. الثَّالِثُ : مَا ذَكَرَهُ
الصُّوفِيَّةُ أَنَّ الْأَمْرَ فِي الْآيَةِ خَاصٌّ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكَامِلِ الْمُكَمَّلِ ، وَأَمَّا غَيْرُهُ مِمَّنْ هُوَ مَحَلُّ الْوَسَاوِسِ وَالْخَوَاطِرِ الرَّدِيَّةِ فَمَأْمُورٌ بِالْجَهْرِ ؛ لِأَنَّهُ أَشَدُّ تَأْثِيرًا فِي دَفْعِهَا ، قُلْتُ : وَيُؤَيِّدُهُ مِنَ الْحَدِيثِ مَا أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13863الْبَزَّارُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=32مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005418 " nindex.php?page=treesubj&link=1256مَنْ صَلَّى مِنْكُمْ بِاللَّيْلِ فَلْيَجْهَرْ بِقِرَاءَتِهِ ؛ فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تُصَلِّي بِصَلَاتِهِ وَتَسْمَعُ لِقِرَاءَتِهِ ، وَإِنَّ مُؤْمِنِي الْجِنِّ الَّذِينَ يَكُونُونَ فِي الْهَوَاءِ وَجِيرَانَهُ مَعَهُ فِي مَسْكَنِهِ يُصَلُّونَ بِصَلَاتِهِ وَيَسْتَمِعُونَ قِرَاءَتَهُ ، وَإِنَّهُ يَنْطَرِدُ بِجَهْرِهِ بِقِرَاءَتِهِ عَنْ دَارِهِ وَعَنِ الدُّورِ الَّتِي حَوْلَهُ فُسَّاقُ الْجِنِّ وَمَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ " .
فَإِنْ قُلْتَ : فَقَدْ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=55ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) وَقَدْ فُسِّرَ الِاعْتِدَاءُ بِالْجَهْرِ فِي الدُّعَاءِ ، قُلْتُ : الْجَوَابُ عَنْهُ مِنْ وَجْهَيْنِ :
أَحَدُهُمَا : أَنَّ الرَّاجِحَ فِي تَفْسِيرِهِ أَنَّهُ تَجَاوُزُ الْمَأْمُورِ بِهِ أَوِ اخْتِرَاعُ دَعْوَةٍ لَا أَصْلَ لَهَا فِي الشَّرْعِ ، وَيُؤَيِّدُهُ مَا أَخْرَجَهُ ابْنُ
ماجه والحاكم فِي مُسْتَدْرَكِهِ وَصَحَّحَهُ عَنْ
أبي نعامة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005419 " أَنَّ nindex.php?page=showalam&ids=5078عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُغَفَّلٍ سَمِعَ ابْنَهُ يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْقَصْرَ الْأَبْيَضَ عَنْ يَمِينِ الْجَنَّةِ ، فَقَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ [ ص: 472 ] رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : سَيَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الدُّعَاءِ " فَهَذَا تَفْسِيرُ صَحَابِيٍّ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُرَادِ .
الثَّانِي : عَلَى تَقْدِيرِ التَّسْلِيمِ ، فَالْآيَةُ فِي الدُّعَاءِ لَا فِي الذِّكْرِ ، وَالدُّعَاءُ بِخُصُوصِهِ الْأَفْضَلُ فِيهِ الْإِسْرَارُ ؛ لِأَنَّهُ أَقْرَبُ إِلَى الْإِجَابَةِ ، وَلِذَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=3إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا ) وَمِنْ ثَمَّ اسْتُحِبَّ
nindex.php?page=treesubj&link=1563الْإِسْرَارُ بِالِاسْتِعَاذَةِ فِي الصَّلَاةِ اتِّفَاقًا ؛ لِأَنَّهَا دُعَاءٌ ، فَإِنْ قُلْتَ : فَقَدْ نُقِلَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ رَأَى قَوْمًا يُهَلِّلُونَ بِرَفْعِ الصَّوْتِ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ : مَا أَرَاكُمْ إِلَّا مُبْتَدِعِينَ ، حَتَّى أَخْرَجَهُمْ مِنَ الْمَسْجِدِ . قُلْتُ : هَذَا الْأَثَرُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ يَحْتَاجُ إِلَى بَيَانِ سَنَدِهِ وَمَنْ أَخْرَجَهُ مِنَ الْأَئِمَّةِ الْحُفَّاظِ فِي كُتُبِهِمْ ، وَعَلَى تَقْدِيرِ ثُبُوتِهِ فَهُوَ مُعَارَضٌ بِالْأَحَادِيثِ الْكَثِيرَةِ الثَّابِتَةِ الْمُتَقَدِّمَةِ ، وَهِيَ مُقَدَّمَةٌ عَلَيْهِ عِنْدَ التَّعَارُضِ ، ثُمَّ رَأَيْتُ مَا يَقْتَضِي إِنْكَارَ ذَلِكَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي كِتَابِ الزُّهْدِ : ثَنَا
حسين بن محمد ، ثَنَا
المسعودي ، عَنْ
عامر بن شقيق ، عَنْ
أبي وائل قَالَ : هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّ
عبد الله كَانَ يَنْهَى عَنِ الذِّكْرِ ، مَا جَالَسْتُ
عبد الله مَجْلِسًا قَطُّ إِلَّا ذَكَرَ اللَّهَ فِيهِ . وَأَخْرَجَ
أحمد فِي الزُّهْدِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15603ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ قَالَ : إِنَّ أَهْلَ ذِكْرِ اللَّهِ لَيَجْلِسُونَ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ، وَإِنَّ عَلَيْهِمْ مِنَ الْآثَامِ أَمْثَالَ الْجِبَالِ ، وَإِنَّهُمْ لَيَقُومُونَ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى مَا عَلَيْهِمْ مِنْهَا شَيْءٌ .