الأحاديث الواردة في الأمر بها والترغيب فيها  
ورد ذلك من رواية بضعة وعشرين صحابيا  أنس  ،  وبريدة  ،  وجابر  ،  وحذيفة  ،  والحسن بن علي  ،  وزيد بن أرقم  ،  وعبد الله بن أبي أوفى  ،  وعبد الله بن جراد  ،  وابن عباس  ،  وابن عمر  ،  وابن عمرو  ،  وعتبة بن عبد السلمي  ،  وعقبة بن عامر  ،  وعلي  ،  وعمر بن الخطاب  ،  ومعاذ بن أنس الجهني  ،  ونعيم بن همار  ،  والنواس بن سمعان  ،  وأبي أمامة  ،  وأبي الدرداء  ،  وأبي ذر  ،  وأبي مرة الطائفي  ،  وأبي موسى  ،  وأبي هريرة  ،   وعائشة     : 
( حديث أنس ) أخرج  الترمذي  ،  وابن ماجه  عن  أنس  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من صلى الضحى ثنتي عشرة ركعة ، بنى الله له قصرا في الجنة من ذهب   ) . 
وأخرج  الأصبهاني  في الترغيب عن  أنس  عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من صلى الغداة في جماعة ، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ، ثم صلى ركعتين كان له كحجة وعمرة تامة تامة تامة   . 
وأخرج  أبو الشيخ  في الثواب عن  أنس  عن النبي صلى الله عليه وسلم : ركعتان من الضحى تعدلان عند الله بحجة وعمرة متقبلتين   . 
وأخرج  الأصبهاني  عن  أنس  قال : أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا  أنس  ، صل صلاة الضحى ; فإنها صلاة الأوابين   . 
وأخرج عن  أنس  قال : قال صلى الله عليه وسلم : من صلى الضحى ، فقرأ فيها بفاتحة الكتاب ، وقل هو الله أحد عشرا ، وآية الكرسي عشرا ، استوجب رضوان الله الأكبر   . 
وأخرج عن  أنس  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من عبد صلى صلاة الصبح ، ثم جلس في مجلسه حتى تطلع الشمس ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، أو أربع ركعات ، إلا كان خيرا له مما طلعت عليه الشمس   . 
وأخرج  أبو نعيم  عن  أنس  عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : صل صلاة الضحى ; فإنها صلاة الأبرار ، وسلم إذا دخلت بيتك يكثر خير بيتك   . 
وأخرج  ابن عساكر  عن  أنس  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن للجنة بابا يقال له :   [ ص: 49 ] الضحى ، لا يدخل منه إلا أصحاب صلاة الضحى ، تحن الضحى إلى صاحبها ، كما تحن الناقة إلى فصيلها   . 
( حديث  بريدة     ) أخرج  حميد بن زنجويه  في فضائل الأعمال عن  بريدة  ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : في الإنسان ستون وثلاثمائة مفصل فعليه أن يتصدق عن كل مفصل منه صدقة قالوا : من يطيق ذلك ؟ قال : النخاعة في المسجد تدفنها ، والشيء تنحيه عن الطريق ، فإن لم تقدر فركعتا الضحى تجزئك   . 
( حديث  جابر     ) أخرج  الأصبهاني  عن  جابر بن عبد الله  قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو في المسجد ، فقال : يا  جابر  ، سبحت تسبيحة الضحى ، قلت : لا ، قال : فادخل فصل   . 
( حديث  حذيفة     ) أخرج  البيهقي  في شعب الإيمان ، عن  حذيفة بن اليمان  قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من شهد أن لا إله إلا الله ، وحافظ على صلاة الضحى ، ولم يتند بدم حرام ، فإنه في ذمة الله ، فمن استطاع منكم أن يلقى الله يوم يلقاه ، وليس يطلبه بشيء من ذمته فليفعل ، فإن الله ليس بتارك شيئا من ذمته عند أحد من خلقه   . 
( حديث  الحسن     ) أخرج  حميد بن زنجويه  في فضائل الأعمال ،  والبيهقي  في شعب الإيمان ، عن  الحسن بن علي  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من صلى الفجر ، ثم جلس في مصلاه يذكر الله حتى تطلع الشمس ، ثم صلى من الضحى ركعتين حرمه الله على النار أن تلفحه ، أو تطعمه   . 
( حديث  زيد بن أرقم     ) أخرج  ابن أبي شيبة  ،  ومسلم  عن  زيد بن أرقم     " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على أهل قباء  وهم يصلون بعد طلوع الشمس - ولفظ  ابن أبي شيبة  وهم يصلون الضحى - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال   . 
( حديث  عبد الله بن أبي أوفى     ) أخرج  عبد بن حميد  ،  وسمويه  عن  عبد الله بن أبي أوفى  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صلاة الأوابين حين ترمض الفصال   . 
 [ ص: 50 ]   ( حديث  عبد الله بن جراد     ) أخرج  الديلمي  عن  عبد الله بن جراد  عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : المنافق لا يصلي الضحى ، ولا يقرأ ( قل ياأيها الكافرون    )   . 
( حديث  ابن عباس     ) أخرج  الطبراني  في الأوسط عن  ابن عباس  أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : على كل سلامى من ابن آدم في كل يوم صدقة ، ويجزئ من ذلك كله ركعتا الضحى   . 
وأخرج  ابن أبي شيبة  في المصنف عن  شعبة مولى ابن عباس  قال : كان  ابن عباس  يقول لي : سقط الفيء ؟ فإذا قلت : نعم . قام فسبح   . 
وأخرج  سعيد بن منصور  من طريق  عطاء  عن  ابن عباس  قال : صلاة الضحى بعد أن تنقطع الظلال   . 
وأخرج  سعيد بن منصور  ،  وابن أبي شيبة  ، عن  حبيب بن الشهيد  قال : سئل  عكرمة  عن صلاة  ابن عباس  الضحى . قال : كان يصليها اليوم ، ويدعها العشر   . 
( حديث  ابن عمرو     ) أخرج  أحمد  ،  والطبراني  بسند رجاله ثقات عن  عبد الله بن عمرو بن العاص  قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فغنموا وأسرعوا الرجعة ، فتحدث الناس بقرب مغزاهم ، وكثرة غنيمتهم ، وسرعة رجعتهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا أدلكم على أقرب منهم مغزى وأكثر غنيمة وأوشك رجعة ؛ من توضأ ، ثم غدا إلى المسجد لسبحة الضحى ، فهو أقرب منهم مغزى ، وأكثر غنيمة ، وأوشك رجعة   . 
( حديث  ابن عمر     ) أخرج  الطبراني  عن  ابن عمر  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول الله تعالى : يا ابن آدم ، اضمن لي ركعتين من أول النهار أكفك آخره   . 
وأخرج أيضا بسند حسن عن  ابن عمر     : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من صلى الضحى ، وصام ثلاثة أيام من الشهر ، ولم يترك الوتر في حضر ، ولا سفر ، كتب له أجر شهيد   . 
حديث (  عتبة بن عبد السلمي     ) أخرج  الطبراني  في الكبير ،  والبيهقي  في شعب الإيمان ،  وحميد بن زنجويه  في فضائل الأعمال ، عن  عتبة بن عبد السلمي  ،  وأبي أمامة الباهلي     " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من صلى الصبح في مسجد جماعة ، ثم ثبت فيه حتى يسبح تسبيحة الضحى - يعني صلاة الضحى - كان له كأجر حاج ، أو معتمر تام له حجه وعمرته   . 
( حديث  عقبة بن عامر     ) أخرج  البيهقي  عن  عقبة  قال : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصلي ركعتا الضحى بسورتيهما ، بالشمس وضحاها ، والضحى   . 
وأخرج  أحمد  ،  وأبو   [ ص: 51 ] يعلى  بسند رجاله رجال الصحيح عن  عقبة بن عامر  عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال الله تعالى : ابن آدم ، لا تعجزني من أربع ركعات ، من أول النهار أكفك آخره   . 
وأخرج  أبو يعلى  عن  عقبة بن عامر  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من قام إذا استقبلت الشمس ، فتوضأ فأحسن وضوءه ، ثم قام فصلى ركعتين ، غفر له خطاياه وكان كما ولدته أمه   . 
( حديث  علي     ) أخرج  ابن أبي شيبة  في المصنف ، عن  أبي رملة الأزدي  ، عن  علي     " أنه رآهم يصلون الضحى عند طلوع الشمس ، فقال : هلا تركوها حتى إذا كانت الشمس قيد رمح ، أو رمحين صلوها ; فتلك صلاة الأوابين   . 
( حديث  عمر بن الخطاب     ) أخرج  حميد بن زنجويه  في فضائل الأعمال عن  عمر بن الخطاب     " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية ، فعجلت الكرة وعظمت الغنيمة ، فقالوا : يا رسول الله ، ما رأينا سرية قط أعجل كرة ، ولا أعظم غنيمة ، من سريتك التي بعثت ، قال : أفلا أخبركم بأعجل كرة منهم ، وأعظم غنيمة ، قالوا : من يا رسول الله ؟ قال : أقوام يصلون الصبح ، ثم يجلسون في مجالسهم ، ويذكرون الله حتى تطلع الشمس ، ثم يصلون ركعتين ، ثم يرجعون إلى أهليهم ، فهؤلاء أعجل كرة ، وأعظم غنيمة منهم   . 
وأخرج  ابن أبي شيبة  في المصنف عن  عمر بن الخطاب  قال : أضحوا عباد الله بصلاة الضحى   . 
( حديث  معاذ بن أنس     ) أخرج  أبو داود  ،  والبيهقي  في سننه ، عن  معاذ بن أنس الجهني  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من قعد في مصلاه حين ينصرف من صلاة الصبح ، ثم يسبح ركعتي الضحى ، لا يقول إلا خيرا ، غفر له خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر   . 
( حديث  نعيم بن همار     ) أخرج  أبو داود  ،  والبيهقي  في شعب الإيمان عن  نعيم بن همار  قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قال الله : يا ابن آدم ، لا تعجزني من أربع ركعات في أول نهارك ، أكفك آخره   . 
( حديث  النواس بن سمعان     ) أخرج  الطبراني  بسند رجاله ثقات ، عن  النواس بن سمعان  عن النبي صلى الله عليه وسلم ، يقول الله : يا ابن آدم ، لا تعجزني من أربع ركعات من أول النهار ، أكفك آخره   . 
( حديث  أبي أمامة     ) أخرج  البيهقي  عن  أبي أمامة  قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : من مشى إلى صلاة مكتوبة - وهو متطهر - فأجره كأجر الحاج المحرم ، ومن مشى إلى سبحة   [ ص: 52 ] الضحى لا ينهضه إلا إياه ، فأجره كأجر المعتمر ، صلاة على أثر صلاة لا لغو بينهما ، كتاب في عليين   . 
وأخرجه  سعيد بن منصور  في سننه بلفظ " من تطهر في بيته ، ثم أتى مسجد جماعة ، فسبح به سبحة الضحى ، كتب الله له كأجر المعتمر المحرم ، والباقي نحو ما تقدم ، وأخرج  البيهقي  عن  أبي أمامة  عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية ( وإبراهيم الذي وفى    ) هل تدرون ما وفى ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : وفى عمل يومه بأربع ركعات من أول النهار   . 
وأخرج  الطبراني  عن  أبي أمامة  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول الله : يا ابن آدم ، اركع لي أربع ركعات من أول النهار ، أكفك آخره   . 
وأخرج بسند جيد عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من صلى صلاة الغداة في جماعة ، ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس ، ثم قام فصلى ركعتين ، انقلب بأجر حجة وعمرة   . 
وأخرج أيضا بسند جيد عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا طلعت الشمس من مطلعها كهيئتها من صلاة العصر حتى تغرب من مغربها ، فصلى رجل ركعتين وأربع سجدات ، كان له أجر ذلك اليوم ، وكفر عنه خطيئته وإثمه ، وإن مات من يومه دخل الجنة   . 
( حديث أبي الدرداء ) أخرج  مسلم  عن  أبي الدرداء  قال : أوصاني حبيبي صلى الله عليه وسلم بثلاث لا أدعهن ما عشت ، بصيام ثلاثة أيام من كل شهر ، وصلاة الضحى ، وأن لا أنام حتى أوتر   . 
وأخرج  الترمذي  عن  أبي الدرداء  ،  وأبي ذر  عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله أنه قال : ابن آدم اركع لي أربع ركعات ، من أول النهار ، أكفك آخره   . 
وأخرج  أحمد  ،  والبيهقي  من وجه آخر بسند جيد عن  أبي الدرداء     " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن الله يقول : يا ابن آدم ، لا تعجزن من أربع ركعات أول النهار ، أكفك آخره   " . 
وأخرج  البيهقي  عن  أبي الدرداء  قال : لا يحافظ على سبحة الضحى إلا أواب   . 
وأخرج  الطبراني  بسند حسن عن  أبي الدرداء  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من صلى الضحى ركعتين ، لم يكتب من الغافلين ، ومن صلى أربعا كتب من العابدين ، ومن صلى ستا كفي اليوم ، ومن صلى ثمانية كتب من القانتين ، ومن صلى ثنتي عشرة بنى الله له بيتا في الجنة   . 
( حديث  أبي ذر     ) أخرج  مسلم  ،  وأبو داود  عن  أبي ذر  عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يصبح على كل سلامى من ابن آدم صدقة ، تسليمه على كل من لقي صدقة ، وأمره بالمعروف صدقة ، ونهيه عن المنكر صدقة ، وإماطته الأذى عن الطريق صدقة ، وبضعة أهله صدقة ، ويجزئ من ذلك كله ركعتا الضحى   . 
وأخرج  البزار  ،  والبيهقي  والأصبهاني  ،  وحميد بن زنجويه   [ ص: 53 ] في فضائل الأعمال عن  أبي ذر  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن صليت الضحى ركعتين لم تكتب من الغافلين ، وإن صليتها أربعا كتبت من المحسنين ، وإن صليتها ستا كتبت من القانتين ، وإن صليتها ثمانيا كتبت من الفائزين ، وإن صليتها عشرا لم يكتب لك ذلك اليوم ذنب ، وإن صليتها ثنتي عشرة ركعة بنى الله لك بيتا في الجنة   . 
وأخرج  ابن عدي  عن  أبي ذر  قال : أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أصلي الضحى في السفر   . 
( حديث  أبي موسى     ) أخرج  الطبراني  في الكبير عن  أبي موسى  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من صلى الضحى وقبل الأولى أربعا ، بني له بيت في الجنة   . 
( حديث  أبي مرة الطائفي     ) أخرج  أحمد  بسند رجاله رجال الصحيح عن  أبي مرة الطائفي  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله : يا ابن آدم ، صل لي أربع ركعات من أول النهار ، أكفك آخره   . 
( حديث  أبي هريرة     ) أخرج الشيخان عن  أبي هريرة  قال : أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث : صيام ثلاثة أيام من كل شهر ، وركعتي الضحى ، وأن أوتر قبل أن أنام   . 
وأخرج  ابن أبي شيبة  ،  والترمذي  ،  وابن ماجه  عن  أبي هريرة  عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من حافظ على سبحة الضحى غفر له ذنوبه ، وإن كانت مثل زبد البحر   . 
وأخرج  البخاري  في تاريخه ،  والحاكم  في المستدرك ، وصححه على شرط  مسلم  عن  أبي هريرة  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يحافظ على صلاة الضحى إلا أواب قال : وهي صلاة الأوابين   . 
وأخرج  الطبراني  في الأوسط عن  أبي هريرة  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن في الجنة بابا يقال له الضحى ، فإذا كان يوم القيامة نادى مناد : أين الذين كانوا يديمون على صلاة الضحى ، هذا بابكم فادخلوه برحمة الله   . 
وأخرج  أبو يعلى  بسند رجاله رجال الصحيح عن  أبي هريرة  قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا ، فأعظموا الغنيمة ، وأسرعوا الكرة ، فقال رجل : يا رسول الله ، ما رأينا بعثا قط أسرع كرة ، ولا أعظم غنيمة من هذا البعث ، فقال : ألا أخبركم بأسرع كرة منهم وأعظم غنيمة ، رجل توضأ فأحسن الوضوء ، ثم عمد إلى المسجد فصلى فيه الغداة ، ثم عقب بصلاة الضحوة ، فقد أسرع الكرة وأعظم الغنيمة   . 
وأخرج  ابن أبي شيبة  في المصنف من طريق  عبد الله بن مزيد  عن  أبي هريرة  قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : عليك بسجدتي الضحى ، هما خير لك من ناقتين دهماوين من نتاج بني بحتر    . 
وأخرج  ابن أبي شيبة  عن  أبي هريرة  قال : أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم أن أصلي الضحى ; فإنها صلاة الأوابين   . 
 [ ص: 54 ]   ( حديث  عائشة     ) أخرج  أبو يعلى  ،  والطبراني  في الأوسط بسند حسن عن  عائشة  ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من صلى الغداة فقعد في مقعده فلم يلغ بشيء من أمر الدنيا ، ويذكر الله حتى يصلي الضحى أربع ركعات ، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه لا ذنب له   . 
وأخرج  ابن أبي شيبة  في المصنف عن  عائشة  قالت : من صلى أول النهار ثنتي عشرة ركعة بني له بيت في الجنة   . 
( مرسل  محمد بن كعب     ) أخرج  ابن أبي شيبة  ، عن  محمد بن كعب القرظي  ، قال : من قرأ في سبحة الضحى بقل هو الله أحد عشر مرات ، بني له بيت في الجنة   . 
( مرسل  كعب     ) أخرج  سعيد بن منصور  عن  كعب  قال : من صلى ركعتي الضحى في ثلاث ساعات من النهار ، فقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب ، وقل يا أيها الكافرون ، وقل هو الله أحد ، وفي الثانية بفاتحة الكتاب والمعوذتين يتم ركوعهما وسجودهما ، كتب الله له بكل شعرة في جسده حسنة ، وأخرج  محمد بن نصر  في كتاب الصلاة عن ........ قال : كان يقال : صلاة الأوابين ، وصلاة المنيبين ، وصلاة التوابين ، فصلاة الأوابين ركعتان قبل الظهر ، وصلاة المنيبين الضحى ، وصلاة التوابين ركعتان قبل المغرب . 
[تنبيه] : قد علمت مما تقدم أنه لم يرد حديث بانحصار صلاة الضحى في عدد مخصوص  ، فلا مستند بقول الفقهاء : إن أكثرها ثنتا عشرة ركعة ، كما نبه عليه  الحافظ أبو الفضل بن حجر  وغيره ، قال  إسحاق بن راهويه  في كتاب عدد ركعات السنة : وذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الضحى يوما ركعتين ، ويوما أربعا ، ويوما ستا ، ويوما ثمانيا توسعة على أمته . 
وأخرج  سعيد بن منصور  عن  الحسن  قال : كان  أبو سعيد الخدري  من أكثر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة ، يجيء بالضحى فيصلي صلاة طويلة ، ثم ينصرف ، ثم يرجع فيصلي الظهر   . 
وأخرج  أحمد  في الزهد عن  الحسن     " أن  أبا سعيد الخدري  كان من أشد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم توخيا للعبادة ، وكان يصلي عامة الضحى ، وأخرج  سعيد بن منصور   وابن أبي شيبة  عن  القاسم بن محمد  قال : كانت  عائشة  رضي الله عنها تغلق بابها ، ثم تطيل صلاة الضحى ، وأخرج  ابن أبي شيبة  عن  الرباب  أن  أبا ذر  صلى الضحى فأطال وأخرج  سعيد بن منصور  عن  طعمة بن ثابت  قال : سأل رجل  الحسن  ، فقال : يا  أبا سعيد  ، هل كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلون الضحى ؟ قال : نعم ، كان منهم من يصلي ركعتين ومنهم من   [ ص: 55 ] يصلي أربعا ومنهم من يمد إلى نصف النهار ، وأخرج عن  إبراهيم  أن رجلا سأل  الأسود  كم أصلي الضحى قال : كما شئت ؟   . 
وهذا هو الذي نختاره عدم انحصارها في اثنتي عشرة ، وأخرج  أبو نعيم  في الحلية عن  عون بن أبي شداد  أن  عبد الله بن غالب  كان يصلي الضحى مائة ركعة ، قال  الحافظ أبو الفضل العراقي  في شرح  الترمذي     : لم أر عن أحد من الصحابة والتابعين أنه حصرها في اثنتي عشرة ركعة ، وكذا لم أره لأحد من أصحابنا ، وإنما ذكره  الروياني  فتبعه  الرافعي  ، ومن اختصر كلامه . 
وقال  الباجي  من المالكية في شرح الموطأ : ليس صلاة الضحى من الصلوات المحصورة بالعدد ، فلا يزاد عليها ، ولا ينقص منها ، ولكنها من الرغائب التي يفعل الإنسان منها ما أمكنه . 
( فائدة ) أخرج  ابن أبي شيبة  عن   أم سلمة  أنها كانت تصلي الضحى ثمان ركعات ، وهي قاعدة ، فقيل لها : إن  عائشة  تصلي أربعا ، فقالت : إن  عائشة  امرأة شابة   - هذا الأثر يؤخذ منه أن من صلاها قاعدا ضاعف الركعات ; لأن صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم ، فمن أراد الاقتصار على ثمان وصلاها قاعدا أتى بست عشرة ركعة ، أو على اثنتي عشرة أتى بأربع وعشرين . 
( فائدة ) أخرج  ابن أبي شيبة  عن  سعيد بن مرجانة  قال : جلست وراء  سعد بن مالك  ، وهو يسبح الضحى فركع ثماني ركعات أعدهن لا يقعد فيهن حتى قعد في آخرهن فتشهد ، ثم سلم   . 
( فائدة ) في سنن  سعيد بن منصور  ، ومعجم  الطبراني  الكبير ، ومسند  مطين  وتهذيب  الطبراني  عن  أبي أمامة بن سهل بن حنيف  قال : أول من صلى الضحى رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له :  ذو الزوائد  ، ولفظ  الطبراني     : يكنى  بأبي الزوائد  ، وهذا الأثر يحتاج إلى تأويل لما تقدم من الأحاديث ،  وأبو الزوائد  هذا لا يعرف اسمه ، وهو جهني ، وذكر  الطبراني  أنه الذي يقال له :  ذو الأصابع  قال  ابن حجر  في الإصابة : وعندي أنه غيره ، قلت : فإن صح ما قاله  الطبراني  فقد ذكر  ابن دريد  في الوشاح أن اسمه  معاوية  ، وذكر غيره أنه نزل فلسطين  ، ولذي الزوائد حديث في حجة الوداع أخرجه  أبو داود  ، وقد تأولوا هذا الأثر على أنه أول من صلاها في المسجد جماعة ، كما تصلى التراويح ، وفي صحيح  مسلم  عن  مجاهد  قال : دخلت المسجد أنا  وعروة بن الزبير  ، فإذا  عبد الله بن عمر  جالس والناس يصلون الضحى في المسجد فسألناه عن صلاتهم ، فقال : بدعة ، قال  القاضي عياض  والنووي  كلاهما في شرح  مسلم     : مراده أن إظهارها في المسجد  بدعة   [ ص: 56 ] والاجتماع لها هو البدعة ، لا أن أصل صلاة الضحى بدعة ، وأخرج  ابن عبد البر  في التمهيد عن  ابن عمر  قال : لقد قتل  عثمان  ، وما أحد يسبحها ، وما أحدث الناس شيئا أحب إلي منها . 
				
						
						
