[ ص: 178 ] أنباء الأذكياء بحياة الأنبياء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى . وقع السؤال : قد اشتهر أن النبي صلى الله عليه وسلم حي في قبره وورد أنه صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005949ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام ، فظاهره مفارقة الروح [ له ] في بعض الأوقات فكيف الجمع ؟ وهو سؤال حسن يحتاج إلى النظر والتأمل .
فأقول : حياة النبي صلى الله عليه وسلم في قبره هو وسائر الأنبياء معلومة عندنا علما قطعيا لما قام عندنا من الأدلة في ذلك وتواترت [ به ] الأخبار ، وقد ألف
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي جزءا في
nindex.php?page=treesubj&link=29664_31775حياة الأنبياء في قبورهم ، فمن الأخبار الدالة على ذلك ما أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس nindex.php?page=hadith&LINKID=16005950أن النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به مر بموسى عليه السلام وهو يصلي في قبره ، وأخرج
أبو نعيم في الحلية عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبر موسى عليه السلام وهو قائم يصلي فيه ، وأخرج
أبو يعلى في مسنده ،
nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في كتاب حياة الأنبياء عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005952الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون ، وأخرج
أبو نعيم في الحلية عن
يوسف بن عطية قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=15603ثابتا البناني يقول
لحميد الطويل : هل بلغك أن أحدا يصلي في قبره إلا الأنبياء ؟ قال : لا ، وأخرج
أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي عن
أوس بن أوس الثقفي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005953من أفضل أيامكم يوم الجمعة فأكثروا علي الصلاة فيه ، فإن صلاتكم تعرض علي ، قالوا : يا رسول الله وكيف تعرض عليك صلاتنا وقد أرمت ؟ يعني : بليت ، فقال : إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجسام الأنبياء ، وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في شعب الإيمان ،
والأصبهاني في الترغيب عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من صلى علي عند قبري سمعته ومن صلى علي نائيا بلغته .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في تاريخه عن
عمار سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005955إن لله تعالى ملكا أعطاه أسماع الخلائق قائم على قبري فما من أحد يصلي علي صلاة إلا بلغتها ، وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في حياة الأنبياء ،
والأصبهاني في الترغيب عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من صلى علي مائة في يوم الجمعة وليلة الجمعة ، قضى الله له مائة حاجة سبعين من حوائج الآخرة وثلاثين من حوائج الدنيا ، ثم وكل الله بذلك ملكا يدخله علي في قبري كما [ ص: 179 ] يدخل عليكم الهدايا ، إن علمي بعد موتي كعلمي في الحياة ، ولفظ
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي :
يخبرني من صلى علي باسمه ونسبه ، فأثبته عندي في صحيفة بيضاء ، وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
إن الأنبياء لا يتركون في قبورهم بعد أربعين ليلة ، ولكنهم يصلون بين يدي الله حتى ينفخ في الصور ، وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري في الجامع قال : قال شيخ لنا : عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب قال : ما مكث نبي في قبره أكثر من أربعين حتى يرفع ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : فعلى هذا يصيرون كسائر الأحياء يكونون حيث ينزلهم الله ، ثم قال
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : ولحياة الأنبياء بعد موتهم شواهد ، فذكر قصة الإسراء في لقيه جماعة من الأنبياء وكلمهم وكلموه ، وأخرج حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة في الإسراء وفيه :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005959وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء فإذا موسى قائم يصلي فإذا رجل ضرب جعد كأنه من رجال شنوءة ، وإذا عيسى ابن مريم قائم يصلي ، وإذا إبراهيم قائم يصلي ، أشبه الناس به صاحبكم - يعني نفسه - فحانت الصلاة فأممتهم .
وأخرج حديث : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005960إن الناس يصعقون ، فأكون أول من يفيق " ، وقال : هذا إنما يصح على أن الله رد على الأنبياء أرواحهم وهم أحياء عند ربهم كالشهداء ، فإذا نفخ في الصور النفخة الأولى صعقوا فيمن صعق ثم لا يكون ذلك موتا في جميع معانيه إلا في ذهاب الاستشعار ، انتهى ، وأخرج
أبو يعلى عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005961والذي نفسي بيده لينزلن عيسى ابن مريم ، ثم لئن قام على قبري ، فقال : يا محمد لأجيبنه ، وأخرج
أبو نعيم في دلائل النبوة عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب قال : لقد رأيتني ليالي الحرة وما في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم غيري وما يأتي وقت صلاة إلا سمعت الأذان من القبر .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14413الزبير بن بكار في أخبار
المدينة عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب قال : لم أزل أسمع الأذان والإقامة في قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أيام الحرة حتى عاد الناس ، وأخرج
ابن سعد في الطبقات عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب أنه كان يلازم المسجد أيام الحرة والناس يقتتلون قال : فكنت إذا حانت الصلاة أسمع أذانا يخرج من قبل القبر الشريف ، وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14274الدارمي في سنده قال : أنبأنا
مروان بن محمد عن
سعيد بن عبد العزيز قال : لما كان أيام الحرة لم يؤذن في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا ولم يقم ، ولم يبرح
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب المسجد وكان لا يعرف وقت الصلاة إلا بهمهمة يسمعها من قبر النبي صلى الله عليه وسلم معناه ، فهذه الأخبار دالة على حياة النبي صلى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء ، وقد قال تعالى في الشهداء : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=169ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون )
[ ص: 180 ] والأنبياء أولى بذلك ، فهم أجل وأعظم ، وما نبي إلا وقد جمع مع النبوة وصف الشهادة ، فيدخلون في عموم لفظ الآية .
وأخرج
أحمد ،
وأبو يعلى ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني ،
والحاكم في المستدرك ،
nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في دلائل النبوة عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود قال : لإن أحلف تسعا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل قتلا أحب إلي من أن أحلف واحدة أنه لم يقتل ، وذلك أن الله اتخذه نبيا واتخذه شهيدا ، وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ،
nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي عن
عائشة قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في مرضه الذي توفي فيه :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005962لم أزل أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر ، فهذا أوان انقطاع أبهري من ذلك السم ، فثبت كونه صلى الله عليه وسلم حيا في قبره بنص القرآن ، إما من عموم اللفظ ، وإما من مفهوم الموافقة ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في كتاب الاعتقاد : الأنبياء بعدما قبضوا ردت إليهم أرواحهم فهم أحياء عند ربهم كالشهداء ، وقال
القرطبي في التذكرة في حديث الصعقة نقلا عن شيخه : الموت ليس بعدم محض ، وإنما هو انتقال من حال إلى حال ، ويدل على ذلك أن الشهداء بعد قتلهم وموتهم أحياء يرزقون فرحين مستبشرين وهذه صفة الأحياء في الدنيا ، وإذا كان هذا في الشهداء فالأنبياء أحق بذلك وأولى ، وقد صح أن
nindex.php?page=treesubj&link=31790الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء ، وأنه صلى الله عليه وسلم اجتمع بالأنبياء ليلة الإسراء في
بيت المقدس وفي السماء ، ورأى
موسى قائما يصلي في قبره وأخبر صلى الله عليه وسلم بأنه يرد السلام على كل من يسلم عليه ، إلى غير ذلك مما يحصل من جملته القطع بأن موت الأنبياء إنما هو راجع إلى أن غيبوا عنا بحيث لا ندركهم وإن كانوا موجودين أحياء ، وذلك كالحال في الملائكة فإنهم موجودون أحياء ولا يراهم أحد من نوعنا إلا من خصه الله بكرامته من أوليائه ، انتهى ، وسئل
nindex.php?page=showalam&ids=13802البارزي عن النبي صلى الله عليه وسلم هل هو حي بعد وفاته ؟ فأجاب : إنه صلى الله عليه وسلم حي .
قال الأستاذ
nindex.php?page=showalam&ids=16392أبو منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي الفقيه الأصولي شيخ الشافعية في أجوبة مسائل الجاجرميين قال : المتكلمون المحققون من أصحابنا أن نبينا صلى الله عليه وسلم حي بعد وفاته ، وأنه يسر بطاعات أمته ويحزن بمعاصي العصاة منهم ، وأنه تبلغه صلاة من يصلي عليه من أمته ، وقال : إن الأنبياء لا يبلون ولا تأكل الأرض منهم شيئا ، وقد مات
موسى في زمانه وأخبر نبينا صلى الله عليه وسلم أنه رآه في قبره مصليا ، وذكر في حديث المعراج أنه رآه في السماء الرابعة وأنه رأى
آدم في السماء الدنيا ، ورأى
إبراهيم وقال له
[ ص: 181 ] مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح ، وإذا صح لنا هذا الأصل قلنا : نبينا صلى الله عليه وسلم قد صار حيا بعد وفاته وهو على نبوته ، هذا آخر كلام الأستاذ .
وقال الحافظ شيخ السنة
nindex.php?page=showalam&ids=13933أبو بكر البيهقي في كتاب الاعتقاد : الأنبياء عليهم السلام بعدما قبضوا ردت إليهم أرواحهم فهم أحياء عند ربهم كالشهداء ، وقد رأى نبينا صلى الله عليه وسلم جماعة منهم وأمهم في الصلاة وأخبر - وخبره صدق - أن صلاتنا معروضة عليه ، وأن سلامنا يبلغه ، وأن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ، قال : وقد أفردنا لإثبات حياتهم كتابا قال : وهو بعدما قبض نبي الله ورسوله وصفيه وخيرته من خلقه صلى الله عليه وسلم ، اللهم أحينا على سننه وأمتنا على ملته واجمع بيننا وبينه في الدنيا والآخرة ، إنك على كل شيء قدير ، انتهى جواب
nindex.php?page=showalam&ids=13802البارزي .
وقال الشيخ
عفيف الدين اليافعي : الأولياء ترد عليهم أحوال يشاهدون فيها ملكوت السماوات والأرض وينظرون الأنبياء أحياء غير أموات كما نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى
موسى عليه السلام في قبره ، قال : وقد تقرر أن ما جاز للأنبياء معجزة جاز للأولياء كرامة بشرط عدم التحدي ، قال : ولا ينكر ذلك إلا جاهل ، ونصوص العلماء في حياة الأنبياء كثيرة فلنكتف بهذا القدر .
[ ص: 178 ] أَنْبَاءُ الْأَذْكِيَاءِ بِحَيَاةِ الْأَنْبِيَاءِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى . وَقَعَ السُّؤَالُ : قَدِ اشْتُهِرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيٌّ فِي قَبْرِهِ وَوَرَدَ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005949مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إِلَّا رَدَّ اللَّهُ عَلَيَّ رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ ، فَظَاهَرُهُ مُفَارَقَةُ الرُّوحِ [ لَهُ ] فِي بَعْضِ الْأَوْقَاتِ فَكَيْفَ الْجَمْعُ ؟ وَهُوَ سُؤَالٌ حَسَنٌ يَحْتَاجُ إِلَى النَّظَرِ وَالتَّأَمُّلِ .
فَأَقُولُ : حَيَاةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَبْرِهِ هُوَ وَسَائِرِ الْأَنْبِيَاءِ مَعْلُومَةٌ عِنْدَنَا عِلْمًا قَطْعِيًّا لِمَا قَامَ عِنْدَنَا مِنَ الْأَدِلَّةِ فِي ذَلِكَ وَتَوَاتَرَتْ [ بِهِ ] الْأَخْبَارُ ، وَقَدْ أَلَّفَ
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ جُزْءًا فِي
nindex.php?page=treesubj&link=29664_31775حَيَاةِ الْأَنْبِيَاءِ فِي قُبُورِهِمْ ، فَمِنَ الْأَخْبَارِ الدَّالَّةِ عَلَى ذَلِكَ مَا أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٌ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسٍ nindex.php?page=hadith&LINKID=16005950أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أُسَرِيَ بِهِ مَرَّ بِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَهُوَ يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ ، وَأَخْرَجَ
أبو نعيم فِي الْحِلْيَةِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِقَبْرِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِيهِ ، وَأَخْرَجَ
أبو يعلى فِي مُسْنَدِهِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13933وَالْبَيْهَقِيُّ فِي كِتَابِ حَيَاةِ الْأَنْبِيَاءِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005952الْأَنْبِيَاءُ أَحْيَاءٌ فِي قُبُورِهِمْ يُصَلُّونَ ، وَأَخْرَجَ
أبو نعيم فِي الْحِلْيَةِ عَنْ
يوسف بن عطية قَالَ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=15603ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ يَقُولُ
لحميد الطويل : هَلْ بَلَغَكَ أَنَّ أَحَدًا يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ إِلَّا الْأَنْبِيَاءَ ؟ قَالَ : لَا ، وَأَخْرَجَ
أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13933وَالْبَيْهَقِيُّ عَنْ
أوس بن أوس الثقفي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005953مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمُ الْجُمُعَةِ فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ الصَّلَاةَ فِيهِ ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ تُعْرَضُ عَلَيَّ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ تُعْرَضُ عَلَيْكَ صَلَاتُنَا وَقَدْ أَرِمْتَ ؟ يَعْنِي : بَلِيتَ ، فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَامَ الْأَنْبِيَاءِ ، وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الْإِيمَانِ ،
والأصبهاني فِي التَّرْغِيبِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
مَنْ صَلَّى عَلَيَّ عِنْدَ قَبْرِي سَمِعْتُهُ وَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ نَائِيًا بُلِّغْتُهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ عَنْ
عمار سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005955إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى مَلَكًا أَعْطَاهُ أَسْمَاعَ الْخَلَائِقِ قَائِمٌ عَلَى قَبْرِي فَمَا مِنْ أَحَدٍ يُصَلِّي عَلَيَّ صَلَاةً إِلَّا بُلِّغْتُهَا ، وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ فِي حَيَاةِ الْأَنْبِيَاءِ ،
والأصبهاني فِي التَّرْغِيبِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
مَنْ صَلَّى عَلَيَّ مِائَةً فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَلَيْلَةِ الْجُمُعَةِ ، قَضَى اللَّهُ لَهُ مِائَةَ حَاجَةٍ سَبْعِينَ مِنْ حَوَائِجِ الْآخِرَةِ وَثَلَاثِينَ مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا ، ثُمَّ وَكَّلَ اللَّهُ بِذَلِكَ مَلَكًا يُدْخِلُهُ عَلَيَّ فِي قَبْرِي كَمَا [ ص: 179 ] يُدْخِلُ عَلَيْكُمُ الْهَدَايَا ، إِنَّ عِلْمِي بَعْدَ مَوْتِي كَعِلْمِي فِي الْحَيَاةِ ، وَلَفْظُ
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيِّ :
يُخْبِرُنِي مَنْ صَلَّى عَلَيَّ بِاسْمِهِ وَنَسَبِهِ ، فَأُثْبِتُهُ عِنْدِي فِي صَحِيفَةٍ بَيْضَاءَ ، وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَا يُتْرَكُونَ فِي قُبُورِهِمْ بَعْدَ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ، وَلَكِنَّهُمْ يُصَلُّونَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ حَتَّى يُنْفَخَ فِي الصُّورِ ، وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ فِي الْجَامِعِ قَالَ : قَالَ شَيْخٌ لَنَا : عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15990سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ : مَا مَكَثَ نَبِيٌّ فِي قَبْرِهِ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِينَ حَتَّى يُرْفَعَ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ : فَعَلَى هَذَا يَصِيرُونَ كَسَائِرِ الْأَحْيَاءِ يَكُونُونَ حَيْثُ يُنْزِلُهُمُ اللَّهُ ، ثُمَّ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ : وَلِحَيَاةِ الْأَنْبِيَاءِ بَعْدَ مَوْتِهِمْ شَوَاهِدُ ، فَذَكَرَ قِصَّةَ الْإِسْرَاءِ فِي لُقِيِّهِ جَمَاعَةً مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَكَلَّمَهُمْ وَكَلَّمُوهُ ، وَأَخْرَجَ حَدِيثَ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ فِي الْإِسْرَاءِ وَفِيهِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005959وَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي جَمَاعَةٍ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ فَإِذَا مُوسَى قَائِمٌ يُصَلِّي فَإِذَا رَجُلٌ ضَرْبٌ جَعْدٌ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ ، وَإِذَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَائِمٌ يُصَلِّي ، وَإِذَا إِبْرَاهِيمُ قَائِمٌ يُصَلِّي ، أَشْبَهُ النَّاسِ بِهِ صَاحِبُكُمْ - يَعْنِي نَفْسَهُ - فَحَانَتِ الصَّلَاةُ فَأَمَمْتُهُمْ .
وَأَخْرَجَ حَدِيثَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005960إِنَّ النَّاسَ يُصْعَقُونَ ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ " ، وَقَالَ : هَذَا إِنَّمَا يَصِحُّ عَلَى أَنَّ اللَّهَ رَدَّ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ أَرْوَاحَهُمْ وَهُمْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ كَالشُّهَدَاءِ ، فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ النَّفْخَةَ الْأُولَى صَعِقُوا فِيمَنْ صَعِقَ ثُمَّ لَا يَكُونُ ذَلِكَ مَوْتًا فِي جَمِيعِ مَعَانِيهِ إِلَّا فِي ذَهَابِ الِاسْتِشْعَارِ ، انْتَهَى ، وَأَخْرَجَ
أبو يعلى عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005961وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيَنْزِلَنَّ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ، ثُمَّ لَئِنْ قَامَ عَلَى قَبْرِي ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ لَأُجِيبَنَّهُ ، وَأَخْرَجَ
أبو نعيم فِي دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15990سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ : لَقَدْ رَأَيْتُنِي لَيَالِيَ الْحَرَّةِ وَمَا فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرِي وَمَا يَأْتِي وَقْتُ صَلَاةٍ إِلَّا سَمِعْتُ الْأَذَانَ مِنَ الْقَبْرِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14413الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ فِي أَخْبَارِ
الْمَدِينَةِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15990سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ : لَمْ أَزَلْ أَسْمَعُ الْأَذَانَ وَالْإِقَامَةَ فِي قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيَّامَ الْحَرَّةِ حَتَّى عَادَ النَّاسُ ، وَأَخْرَجَ
ابن سعد فِي الطَّبَقَاتِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15990سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّهُ كَانَ يُلَازِمُ الْمَسْجِدَ أَيَّامَ الْحَرَّةِ وَالنَّاسُ يَقْتَتِلُونَ قَالَ : فَكُنْتُ إِذَا حَانَتِ الصَّلَاةُ أَسْمَعُ أَذَانًا يَخْرُجُ مِنْ قِبَلِ الْقَبْرِ الشَّرِيفِ ، وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14274الدَّارِمِيُّ فِي سَنَدِهِ قَالَ : أَنْبَأَنَا
مروان بن محمد عَنْ
سعيد بن عبد العزيز قَالَ : لَمَّا كَانَ أَيَّامُ الْحَرَّةِ لَمْ يُؤَذَّنْ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثًا وَلَمْ يُقَمْ ، وَلَمْ يَبْرَحْ
nindex.php?page=showalam&ids=15990سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ الْمَسْجِدَ وَكَانَ لَا يَعْرِفُ وَقْتَ الصَّلَاةِ إِلَّا بِهَمْهَمَةٍ يَسْمَعُهَا مِنْ قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعْنَاهُ ، فَهَذِهِ الْأَخْبَارُ دَالَّةٌ عَلَى حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَائِرِ الْأَنْبِيَاءِ ، وَقَدْ قَالَ تَعَالَى فِي الشُّهَدَاءِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=169وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ )
[ ص: 180 ] وَالْأَنْبِيَاءُ أَوْلَى بِذَلِكَ ، فَهُمْ أَجَلُّ وَأَعْظَمُ ، وَمَا نَبِيٌّ إِلَّا وَقَدْ جَمَعَ مَعَ النُّبُوَّةِ وَصْفَ الشَّهَادَةِ ، فَيَدْخُلُونَ فِي عُمُومِ لَفْظِ الْآيَةِ .
وَأَخْرَجَ
أحمد ،
وأبو يعلى ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ ،
والحاكم فِي الْمُسْتَدْرَكِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13933وَالْبَيْهَقِيُّ فِي دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : لَإِنْ أَحْلِفْ تِسْعًا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُتِلَ قَتْلًا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَحْلِفَ وَاحِدَةً أَنَّهُ لَمْ يُقْتَلْ ، وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ اتَّخَذَهُ نَبِيًّا وَاتَّخَذَهُ شَهِيدًا ، وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13933وَالْبَيْهَقِيُّ عَنْ
عائشة قَالَتْ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16005962لَمْ أَزَلْ أَجِدُ أَلَمَ الطَّعَامِ الَّذِي أَكَلْتُ بِخَيْبَرَ ، فَهَذَا أَوَانُ انْقِطَاعِ أَبْهَرِي مِنْ ذَلِكَ السُّمِّ ، فَثَبَتَ كَوْنُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيًّا فِي قَبْرِهِ بِنَصِّ الْقُرْآنِ ، إِمَّا مِنْ عُمُومِ اللَّفْظِ ، وَإِمَّا مِنْ مَفْهُومِ الْمُوَافَقَةِ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ فِي كِتَابِ الِاعْتِقَادِ : الْأَنْبِيَاءُ بَعْدَمَا قُبِضُوا رُدَّتْ إِلَيْهِمْ أَرْوَاحَهُمْ فَهُمْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ كَالشُّهَدَاءِ ، وَقَالَ
القرطبي فِي التَّذْكِرَةِ فِي حَدِيثِ الصَّعْقَةِ نَقْلًا عَنْ شَيْخِهِ : الْمَوْتُ لَيْسَ بِعَدَمٍ مَحْضٍ ، وَإِنَّمَا هُوَ انْتِقَالٌ مِنْ حَالٍ إِلَى حَالٍ ، وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ أَنَّ الشُّهَدَاءَ بَعْدَ قَتْلِهِمْ وَمَوْتِهِمْ أَحْيَاءٌ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ مُسْتَبْشِرِينَ وَهَذِهِ صِفَةُ الْأَحْيَاءِ فِي الدُّنْيَا ، وَإِذَا كَانَ هَذَا فِي الشُّهَدَاءِ فَالْأَنْبِيَاءُ أَحَقُّ بِذَلِكَ وَأَوْلَى ، وَقَدْ صَحَّ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=31790الْأَرْضَ لَا تَأْكُلُ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ ، وَأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اجْتَمَعَ بِالْأَنْبِيَاءِ لَيْلَةَ الْإِسْرَاءِ فِي
بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَفِي السَّمَاءِ ، وَرَأَى
مُوسَى قَائِمًا يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ وَأَخْبَرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنَّهُ يَرُدُّ السَّلَامَ عَلَى كُلِّ مَنْ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يَحْصُلُ مِنْ جُمْلَتِهِ الْقَطْعُ بِأَنَّ مَوْتَ الْأَنْبِيَاءِ إِنَّمَا هُوَ رَاجِعٌ إِلَى أَنْ غُيِّبُوا عَنَّا بِحَيْثُ لَا نُدْرِكُهُمْ وَإِنْ كَانُوا مَوْجُودِينَ أَحْيَاءً ، وَذَلِكَ كَالْحَالِ فِي الْمَلَائِكَةِ فَإِنَّهُمْ مَوْجُودُونَ أَحْيَاءً وَلَا يَرَاهُمْ أَحَدٌ مِنْ نَوْعِنَا إِلَّا مَنْ خَصَّهُ اللَّهُ بِكَرَامَتِهِ مِنْ أَوْلِيَائِهِ ، انْتَهَى ، وَسُئِلَ
nindex.php?page=showalam&ids=13802الْبَارِزِيُّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ هُوَ حَيٌّ بَعْدَ وَفَاتِهِ ؟ فَأَجَابَ : إِنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيٌّ .
قَالَ الْأُسْتَاذُ
nindex.php?page=showalam&ids=16392أَبُو مَنْصُورٍ عَبْدُ الْقَاهِرِ بْنُ طَاهِرٍ الْبَغْدَادِيُّ الْفَقِيهُ الْأُصُولِيُّ شَيْخُ الشَّافِعِيَّةِ فِي أَجْوِبَةِ مَسَائِلِ الْجَاجِرْمِيِّينَ قَالَ : الْمُتَكَلِّمُونَ الْمُحَقِّقُونَ مِنْ أَصْحَابِنَا أَنَّ نَبِيَّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيٌّ بَعْدَ وَفَاتِهِ ، وَأَنَّهُ يُسَرُّ بِطَاعَاتِ أُمَّتِهِ وَيَحْزَنُ بِمَعَاصِي الْعُصَاةِ مِنْهُمْ ، وَأَنَّهُ تَبْلُغُهُ صَلَاةُ مَنْ يُصَلِّي عَلَيْهِ مِنْ أُمَّتِهِ ، وَقَالَ : إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَا يَبْلُونَ وَلَا تَأْكُلُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ شَيْئًا ، وَقَدْ مَاتَ
مُوسَى فِي زَمَانِهِ وَأَخْبَرَ نَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ رَآهُ فِي قَبْرِهِ مُصَلِّيًا ، وَذَكَرَ فِي حَدِيثِ الْمِعْرَاجِ أَنَّهُ رَآهُ فِي السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ وَأَنَّهُ رَأَى
آدَمَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، وَرَأَى
إِبْرَاهِيمَ وَقَالَ لَهُ
[ ص: 181 ] مَرْحَبًا بِالِابْنِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ، وَإِذَا صَحَّ لَنَا هَذَا الْأَصْلُ قُلْنَا : نَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ صَارَ حَيًّا بَعْدَ وَفَاتِهِ وَهُوَ عَلَى نُبُوَّتِهِ ، هَذَا آخِرُ كَلَامِ الْأُسْتَاذِ .
وَقَالَ الْحَافِظُ شَيْخُ السُّنَّةِ
nindex.php?page=showalam&ids=13933أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ فِي كِتَابِ الِاعْتِقَادِ : الْأَنْبِيَاءُ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ بَعْدَمَا قُبِضُوا رُدَّتْ إِلَيْهِمْ أَرْوَاحَهُمْ فَهُمْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ كَالشُّهَدَاءِ ، وَقَدْ رَأَى نَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَاعَةً مِنْهُمْ وَأَمَّهُمْ فِي الصَّلَاةِ وَأَخْبَرَ - وَخَبَرُهُ صِدْقٌ - أَنَّ صَلَاتَنَا مَعْرُوضَةٌ عَلَيْهِ ، وَأَنَّ سَلَامَنَا يَبْلُغُهُ ، وَأَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ ، قَالَ : وَقَدْ أَفْرَدْنَا لِإِثْبَاتِ حَيَاتِهِمْ كِتَابًا قَالَ : وَهُوَ بَعْدَمَا قُبِضَ نَبِيُّ اللَّهِ وَرَسُولُهُ وَصَفِيُّهُ وَخِيرَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، اللَّهُمَّ أَحْيِنَا عَلَى سُنَنِهِ وَأَمِتْنَا عَلَى مِلَّتِهِ وَاجْمَعْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، انْتَهَى جَوَابُ
nindex.php?page=showalam&ids=13802الْبَارِزِيِّ .
وَقَالَ الشَّيْخُ
عفيف الدين اليافعي : الْأَوْلِيَاءُ تَرِدُ عَلَيْهِمْ أَحْوَالٌ يُشَاهِدُونَ فِيهَا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَنْظُرُونَ الْأَنْبِيَاءَ أَحْيَاءً غَيْرَ أَمْوَاتٍ كَمَا نَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي قَبْرِهِ ، قَالَ : وَقَدْ تَقَرَّرَ أَنَّ مَا جَازَ لِلْأَنْبِيَاءِ مُعْجِزَةً جَازَ لِلْأَوْلِيَاءِ كَرَامَةً بِشَرْطِ عَدَمِ التَّحَدِّي ، قَالَ : وَلَا يُنْكِرُ ذَلِكَ إِلَّا جَاهِلٌ ، وَنُصُوصُ الْعُلَمَاءِ فِي حَيَاةِ الْأَنْبِيَاءِ كَثِيرَةٌ فَلْنَكْتَفِ بِهَذَا الْقَدْرِ .