الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            مسألة :


            أيا عالما أضحى به الدهر باسما يشبه بالدهر القديم وبالصدر     تأمل رعاك الله قولي فإني
            جهول به لكنه جال في فكري     فلم أجد الشافي لدائي فلم أزل
            أفتش في أهل الفضائل والذكر     فدلني العقل السليم عليكم
            لأنكم أهل المآثر والفخر     وفضلكم في الناس أشهر من قفا
            وخيركم عم البوادي مع الحضر     فجردته كي تسعدوني تفضلا
            علي لتحظوا في القيامة بالأجر     وأنشره في الناس من بعض فضلكم
            مضافا إلى ما كان في سالف العمر     فقد ورد التصحيح في كل مسند
            بأن إله العرش ينظر في الحشر     ولم ير في الدنيا فما القول ههنا
            وما حكمة في المنع يا عالم العصر     وقد ينزل المهدي عيسى لأرضنا
            فيكسر صلبانا كما صح في الذكر     فهل ثم صلبان وفي الأرض عصبة
            تقوم على حق إلى آخر الدهر     وهل صح أن المصطفى سيد الورى
            رسول إله العرش خصص بالفخر     يقول بأن الخير في وأمتي
            ليوم قيام الخلق في موقف الحشر     وما رسل الجن الذي جاء ذكرها
            صريحا بنص القول في محكم الذكر     وهل لنبي الله هارون لحية
            ترى في جنان إذ به النص في الذكر [ ص: 406 ]     وهل في جنان الخلد قوم تعاشروا
            جمالا وترعى في مراتعها الخضر     وتشرب من أنهارها هل مساعد
            لناقل هذا أو يقابل بالنكر     ومن هو بعد الختم يدعو لميت
            بتسمية هل في المقالة من نكر     وما الحين إن قال امرؤ في يمينه
            لزوجته : لا جئت حينا من الدهر     وما جاء في التحذير من ضرب أوجه
            على صورة مخلوقة صح في الأثر     وما شرحه ما القول فيه محققا
            لعلكم تنجو من النار والوزر     وهل أن تبكر مرأة ببنية
            من اليمن قول ناقلوه ذوو خبر     وإن ماتت الأولاد من أهل ذمة
            قبيل بلوغ ما يكونون في الحشر     أفي نار او في جنة فاز أهلها
            بمقعد صدق مع كثير من الأجر     تفضل وجد يا سيدا فاق عصره
            بكل جواب لو يوازن بالتبر     لكان قليلا طال عمرك للورى
            تبث علوما ما حييت مدى الدهر     وصلى إله العرش جل جلاله
            على أحمد المبعوث بالفتح والنصر     وأصحابه والآل ما طار طائر
            على فنن أو حن وحش إلى وكر

            الجواب :


            ألا الحمد لله المنزل للذكر     وأتبع حمدي بالثناء وبالشكر
            وصلى إله العرش ما لاح كوكب     على المصطفى المختار ذي المجد والفخر
            سألت عن الباري يرى في قيامة     ولم ير في الدنيا سوى للذي أسري
            وحكمته ضعف القوى لأولي الدنا     فغير مطاق رؤية الواحد البر
            ولم يكن الباري القديم يرى بحا     دث بصر قد قال بعض أولي الخبر
            ولما يكون البعث تعظم قوة     بجعل إلهي فاستطاع ذوو القدر
            وأقدر رب العرش حقا نبيه     على رؤية الباري فناهيك من فخر
            وصلبان كفر في البلاد كثيرة     يعقبها عيسى إذا جاء بالكسر
            وكم بلد فيها كنائس جمة     وصلبان كفر في بلاد أولي الكفر
            وأما حديث الخير في وأمتي     فلم يأت هذا اللفظ في سند ندري
            ولكن بمعناه حديث بعصبة     تقوم على حق إلى آخر الدهر
            وفي الجن رسل أرسل الرسل عنهم     لأقوامهم وهي المسماة بالنذر
            [ ص: 407 ] وما في جنان الخلد ذو لحية يرى     سوى آدم فيما رويناه في الأثر
            وما جاء في هارون فالذهبي قد     رأى ذلك موضوعا فكن صيقل الفكر
            ولم أر في أمر الجمال مخبرا     من النقل والآثار ليست مدى حصر
            ومطلق حين لحظة ثم من دعا     لميته في الختم ليس بذي نكر
            وعن ضرب وجه صح نهي لفضله     وفي الصورة التأويل غير أولي الخبر
            على أوجه شتى حكاها محققو     أولي السنة الغراء أيدت بالنصر
            فأسلمها إذ لا تكون مفوضا     إضافة تشريف كروحي وما يجري
            كما قيل بيت الله أو ناقة له     أضيفت ففي هذاك مقنع ذي ذكر
            وأما حديث اليمن في اللائي بكرت     بأنثى فواه لا يصح فطب وادري
            وأولاد أهل الكفر قبل بلوغهم     فأمرهم لله فهو الذي يدري
            فذا القول صححه وصحح بعضهم     بأنهم في جنة مع أولي البر
            فهذا جواب ابن السيوطي راجيا     نوالا من الرحمن في موقف الحشر

            التالي السابق


            الخدمات العلمية