الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            مسألة : من قاضي القضاة ، شيخ الشيوخ تاج الدين بن عربشان الحنفي ، المسئول من تفضلات مولانا شيخ الإسلام - أمتع الله بوجوده الأنام - توضيح التحرير في ذكر أولاد البتول ، فإنه ذكر في مجلس عند بعض عظام الأمراء : أن أولادها الحسن ، والحسين ، ومحسن ، فوقع من بعض الحاضرين توقف في محسن ، فنظم العبد ذلك في أبيات ، فأراد عرض ذلك على المسامع الكريمة ، أفاض الله عليها نعمه الجسيمة ; ليزول ما أشكل من الإبهام بقصد الاستفادة من الإمام ، فإن الاستفادة من المولى أحرى وأولى ، أمد الله على الإسلام والمسلمين من مديد فضلكم ، وأغدق من وافر بسيط طويلكم ، فإن بابكم العالي كعبة الإفادة رزقكم الله الحسنى وزيادة .

            وأجبت : وقفت على هذا الدر النظيم ، والعقد الذي حوى كل جوهر فرد عظيم ، فوجدت راقمه - أعزه الله تعالى - أبدع فيما رقم ، وأتى بالعجب العجاب فيما نثر ونظم ، وأصاب في ذكره المحسن صوب الصواب ، وأتى في تقريره بالحكمة وفصل الخطاب ، وكيف يتصور ، أو يمكن توجيه الإنكار لمحسن ، وقد ورد الحديث المسند والأثر عن سيد بني ربيعة ومضر : أنه سمى أولاد فاطمة بالحسن ، والحسين ، ومحسن ونعم المحبر ، وقال : [ ص: 122 ] سميتهم بأسماء ولد هارون : شبر ، وشبير ، ومشبر ، والمنكر لذلك حقه أن يضرب عنه صفحا ، حيث توقف ، وإن ثقل ومد عنقه متطلعا إلى مراتب العلماء فليخفف :

            أخبرني زائر رشيد عن مخبر جاءه يفيد     أن ابن خزيمة عراه
            تغير قبل ما يبيد     وأنه جاءه بنقل
            عن العراقي يستحيد     فقلت لا تنطقن بهذا
            التبس الجد والحفيد     كلاهما في الأنام يدعى
            محمدا واسمه حميد     والفرق ما بين ذين باد
            ما عنه ذو يقظة يحيد     ذلك إسحاق ذو صحيح
            له المعالي غدت تشيد     في رابع القرن عام إحدى
            وعشرة قد قضى الفريد     ولم يشن قط باختلاط
            بل وصفه كله سعيد     وابن ابنه الفضل ذو اختلاط
            مدة عامين أو تزيد     ومات في القرن عام سبع
            بعد ثمانين يا رشيد     نص على ذاك كل حبر
            وعده الحافظ المجيد



            التالي السابق


            الخدمات العلمية