مسألة : في قول  القاضي عياض  في الفصل الخامس عقب الكلام على آيات النجم : اشتملت هذه الآيات على إعلام الله تعالى بتزكية جملته صلى الله عليه وسلم ، وعصمتها من الآفات في هذا المسرى ، فزكى فؤاده ولسانه وجوارحه . وقع في بعض النسخ : فزكى قلبه بقوله تعالى ( ما كذب الفؤاد    ) الآية - بالفاء ، وفي بعضها بالواو ، فهل يتعين الإتيان بالفاء أو الواو  ؟ فإن قلتم بالأول فما وجهه ، أو بالثاني فما وجهه ؟ 
الجواب : يتعين في مثل التعبير بالفاء وهي تفسيرية ، ولا يجوز التعبير بالواو ، ومن أمعن النظر في القرآن ، والحديث ، وكلام العرب ، والعلماء ، والبلغاء ، لم يمتر في ذلك ، فمن أمثلة ذلك قوله تعالى : ( أهلكناها فجاءها بأسنا    ) فإن قوله : ( فجاءها بأسنا    ) تفسير لأهلكنا والفاء تفسيرية . وفي صحيح  البخاري  أنهم شكوا سعدا فشكوا أنه لا يحسن أن يصلي ، قال شراحه : الفاء هنا تفسيرية ، وقال جماعة في قوله تعالى : ( فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم    ) إن الفاء في " فاقتلوا " تفسيرية ; لأن توبتهم كانت نفس القتل ، وكذا قول صاحب " الشفاء " : فزكى قلبه بقوله . . . إلى آخره -تفسير لقوله قبله : فزكى فؤاده ، وقوله : فزكى فؤاده ولسانه وجوارحه - تفسير لقوله : اشتملت هذه الآيات على إعلام الله بتزكية جملته . والتعبير في مثل ذلك بالواو مخل بالمعنى ، والله أعلم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					