[ ص: 130 ]   ( وإن كنتم جنبا فاطهروا    ) قوله تعالى : ( وإن كنتم جنبا فاطهروا    ) قال الزجاج    : معناه فتطهروا ، إلا أن التاء تدغم في الطاء لأنهما من مكان واحد ، فإذا أدغمت التاء في الطاء سكن أول الكلمة فزيد فيها ألف الوصل ليبتدأ بها . فقيل : اطهروا . 
واعلم أنه تعالى لما ذكر كيفية الطهارة الصغرى ذكر بعدها كيفية الطهارة الكبرى ، وهي الغسل من الجنابة وفيه مسائل : 
المسألة الأولى : لحصول الجنابة سببان : 
الأول : نزول المني ، قال عليه الصلاة والسلام : " إنما الماء من الماء    " . 
والثاني : التقاء الختانين ، وقال  زيد بن ثابت  ومعاذ   وأبو سعيد الخدري    : لا يجب الغسل إلا عند نزول الماء . لنا قوله عليه الصلاة والسلام : " إذا التقى الختانان وجب الغسل    " . 
واعلم أن ختان الرجل  هو الموضع الذي يقطع منه جلدة القلفة ، وأما ختان المرأة  فاعلم أن شفريها محيطان بثلاثة أشياء : ثقبة في أسفل الفرج وهو مدخل الذكر ومخرج الحيض والولد ، وثقبة أخرى فوق هذه مثل إحليل الذكر وهي مخرج البول لا غير ، والثالث فوق ثقبة البول موضع ختانها ، وهناك جلدة رقيقة قائمة مثل عرف الديك ، وقطع هذه الجلدة هو ختانها ، فإذا غابت الحشفة حاذى ختانها ختانه . 
				
						
						
