الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
المسألة الثانية : اتفقوا على أن nindex.php?page=treesubj&link=28661_28973قوله : ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=28وكنتم أمواتا ) المراد به : وكنتم ترابا ونطفا ؛ لأن ابتداء nindex.php?page=treesubj&link=31808_31982_31981خلق آدم من التراب وخلق سائر المكلفين من أولاده إلا عيسى - عليه السلام - من النطف ، لكنهم اختلفوا في أن إطلاق اسم الميت على الجماد حقيقة أو مجاز ، والأكثرون على أنه مجاز ؛ لأنه شبه الموات بالميت وليس أحدهما من الآخر بسبيل لأن الميت ما يحل به الموت ولا بد وأن يكون بصفة من يجوز أن يكون حيا في العادة فيكون اللحمية والرطوبة ، وقال الأولون هو حقيقة فيه وهو مروي عن قتادة ، قال : كانوا أمواتا في أصلاب آبائهم فأحياهم الله تعالى ثم أخرجهم ثم أماتهم الموتة التي لا بد منها ، ثم أحياهم بعد الموت . فهما حياتان وموتتان واحتجوا بقوله : ( nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=2خلق الموت والحياة ) [ الملك : 2 ] والموت المقدم على الحياة هو كونه مواتا فدل على أن إطلاق الميت على الموات ثابت على سبيل الحقيقة والأول هو الأقرب ؛ لأنه يقال في الجماد : إنه موات ، وليس بميت ، فيشبه أن يكون استعمال أحدهما في الآخر على سبيل التشبيه ، قال القفال : وهو كقوله تعالى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=1هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ) [ الإنسان : 1 ] ، فبين سبحانه وتعالى أن الإنسان كان لا شيء يذكر فجعله الله حيا وجعله سميعا بصيرا ، ومجازه من قولهم : فلان ميت الذكر . وهذا أمر ميت ، وهذه سلعة ميتة : إذا لم يكن لها طالب ولا ذاكر ، قال المخبل السعدي :
وأحييت لي ذكري وما خاملا ولكن بعض الذكر أنبه من بعض