الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 2342 ) فصل : فإن دل محرما على الصيد ، فقتله فالجزاء بينهما . وبه قال عطاء ، وحماد بن أبي سليمان . وقال الشعبي ، وسعيد بن جبير ، والحارث العكلي ، وأصحاب الرأي : على كل واحد جزاء ; لأن كل واحد من الفعلين يستقل بجزاء كامل إذا كان منفردا . فكذلك إذا انضم إليه غيره .

                                                                                                                                            وقال مالك ، والشافعي : لا ضمان على الدال . ولنا ، أن الواجب جزاء المتلف ، وهو واحد ، فيكون الجزاء واحدا ، وعلى قول مالك والشافعي ما سبق ، ولا فرق في جميع ذلك بين كون المدلول ظاهرا أو خفيا لا يراه إلا بالدلالة عليه .

                                                                                                                                            ولو دل محرم محرما على صيد ، ثم دل الآخر آخر ، ثم كذلك إلى عشرة ، فقتله العاشر ، كان الجزاء على جميعهم . وإن قتله الأول ، لم يضمن غيره ; لأنه لم يدله عليه أحد ، فلا يشاركه في ضمانه أحد .

                                                                                                                                            ولو كان المدلول رأى الصيد قبل الدلالة والإشارة ، فلا شيء على الدال والمشير ; لأن ذلك لم يكن سببا في تلفه ، ولأن هذه ليست دلالة على الحقيقة ، وكذلك إن وجد من المحرم حدث عند رؤية الصيد ، من ضحك ، أو استشراف إلى الصيد ، ففطن له غيره فصاده ، فلا شيء على المحرم ; بدليل ما جاء في حديث أبي قتادة قال : { خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بالقاحة ، ومنا المحرم ، ومنا غير المحرم ، إذ بصرت بأصحابي يتراءون شيئا ، فنظرت ، فإذا حمار وحش } . وفي لفظ : { فبينا أنا مع أصحابي يضحك بعضهم ، إذ نظرت ، فإذا أنا بحمار وحش } . وفي لفظ : { فلما كنا بالصفاح فإذا هم يتراءون . فقلت : أي شيء تنظرون ؟ فلم يخبروني } . متفق عليه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية