الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 6803 ) فصل : وإن كان الجاني ذميا ، فعقله على عصبته من أهل ديته المعاهدين ، في إحدى الروايتين وهو قول الشافعي . وفي الأخرى ، لا يتعاقلون ; لأن المعاقلة تثبت في حق المسلم على خلاف الأصل ، تخفيفا عنه ، ومعونة له ، فلا يلحق به الكافر لأن المسلم أعظم حرمة ، وأحق بالمواساة والمعونة من الذمي ، ولهذا وجبت الزكاة على المسلمين مواساة لفقرائهم ، ولم تجب على أهل الذمة لفقرائهم ، فتبقى في حق الذمي على الأصل . ووجه الرواية الأولى ، أنهم عصبة يرثونه ، فيعقلون عنه ، كعصبة المسلم من المسلمين ، ولا يعقل عنه عصبته المسلمون ; لأنهم لا يرثونه ، ولا الحربيون ; لأن الموالاة والنصرة منقطعة بينهم .

                                                                                                                                            ويحتمل أن يعقلوا عنه ; إذا قلنا : إنهم يرثونه . لأنهم أهل دين واحد ، يرث بعضهم بعضا . ولا يعقل يهودي عن نصراني ولا نصراني ، عن يهودي ; لأنهم لا موالاة بينهم ، وهم أهل ملتين مختلفتين . ويحتمل أن يتعاقلا ، بناء على الروايتين في توارثهما .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية