الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 6916 ) مسألة : قال : ( وفي المشام الدية ) يعني الشم ، في إتلافه الدية ; لأنه حاسة ، تختص بمنفعته ، فكان فيها الدية ، كسائر الحواس . ولا نعلم في هذا خلافا . قال القاضي : في كتاب عمرو بن حزم ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال { : وفي المشام الدية } . فإن ادعى ذهاب شمه ، اغتفلناه بالروائح الطيبة أو المنتنة ، فإن هش للطيب ، وتنكر للمنتن ، فالقول قول الجاني مع يمينه ، وإن لم يبن منه ذلك فالقول قول المجني عليه ، كقولهم في اختلافهم في السمع .

                                                                                                                                            وإن ادعى المجني عليه نقص شمه ، فالقول قوله مع يمينه ; لأنه لا يتوصل إلى معرفة ذلك إلا من جهته ، فقبل قوله فيه ، كما يقبل قول المرأة في انقضاء عدتها بالأقراء ، ويجب له من الدية ما تخرجه الحكومة . وإن ذهب شمه ثم عاد قبل أخذ الدية ، سقطت ، وإن كان بعد أخذها ردها ; لأنا تبينا أنه لم يكن ذهب . وإن رجي عود شمه إلى مدة ، انتظر إليها . وإن ذهب شمه من أحد منخريه ، ففيه نصف الدية ، كما لو ذهب بصره من إحدى عينيه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية