الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 7002 ) فصل : وإن لطمه على وجهه ، فلم يؤثر في وجهه ، فلا ضمان عليه ; لأنه لم ينقص به جمال ولا منفعة ، ولم يكن له حال ينقص فيها ، فلم يضمنه ، كما لو شتمه . وإن سود وجهه أو خضره ، ضمنه بديته ; لأنه فوت الجمال على الكمال ، فضمنه بديته ، كما لو قطع أذني الأصم ، وأنف الأخشم . وقال الشافعي : ليس فيه إلا حكومة ; لأنه لا مقدر فيه ، ولا هو نظير لمقدر . وقد ذكرنا أنه نظير لقطع الأذنين في ذهاب الجمال ، بل هو أعظم في ذلك ، فيكون بإيجاب الدية أولى . وإن زال السواد ، يرد ما أخذه ; لزوال سبب الضمان .

                                                                                                                                            وإن زال بعضه ، وجبت فيه حكومة ، ورد الباقي . وإن صفر وجهه أو حمره ، ففيه حكومة ; لأن الجمال لم يذهب على الكمال ، وهذا يشبه ما لو سود سنه ، أو غير لونها ، على ما ذكرنا من التفصيل فيها .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية