الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                      كشاف القناع عن متن الإقناع

                                                                                                                      البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( ويبتدئ ) الطواف ( من الحجر الأسود ) ; لأنه صلى الله عليه وسلم { كان يبتدئ به وقال خذوا عني مناسككم } ( وهو جهة المشرق فيحاذيه ) أي : الحجر ( أو ) يحاذي ( بعضه بجميع بدنه ) ; لأن ما لزم استقباله لزم بجميع البدن كالقبلة ( فإن لم يفعل ) أي : يحاذي الحجر أو بعضه بكل بدنه بأن ابتدأ بالطواف عن جانب الركن من جهة الباب بحيث خرج شيء من بدنه عن محاذاة الحجر ( أو بدأ بالطواف من دون الركن ) الذي به الحجر ( كالباب ونحوه ) كالملتزم ( لم يحتسب بذلك الشوط ) لعدم محاذاة بدنه للحجر ويحتسب له بالثاني وما بعده ويصير الثاني أولا ; لأنه يحاذي فيه الحجر بجميع بدنه ( ثم يستلمه ) أي : الحجر ( أي : يمسحه بيده اليمنى ) لقول جابر إن { الرسول صلى الله عليه وسلم لما قدم مكة أتى الحجر فاستلمه } الحديث رواه مسلم والاستلام : افتعال من السلام وهو التحية وأهل اليمن يسمون الحجر الأسود المحيا ; لأن الناس يحيونه بالاستلام وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نزل من الجنة أشد بياضا من اللبن رواه الترمذي وقال حسن صحيح .

                                                                                                                      وعن علي قال " لما أخذ الله عز وجل الميثاق على الذرية كتب كتابا فألقمه الحجر فهو يشهد للمؤمن بالوفاء وعلى الكافر بالجحود " وذكره الحافظ أبو الفرج .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية