الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
وما كان من النفخ غير مسموع فهو تنفس لا بد للحي منه ، فلا يفسد الصلاة ، وإن كان مسموعا أفسدها في قول أبي حنيفة ومحمد - رحمهما الله تعالى - ولم يفسدها في قول أبي يوسف إلا أن يريد به التأفيف ، ثم رجع وقال صلاته تامة ، وإن أراد به التأفيف ، واستدل بما روي : { عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في صلاة الكسوف أف أف ألم تعدني أنك لا تعذبهم وأنا فيهم } ، ولأن هذا تنفس وليس بكلام فالكلام ما يجري في مخاطبات الناس وله معنى مفهوم ولهذا قال في قوله الأول إذا أراد به التأفيف ، وهو في اللغة أفف يؤفف تأفيفا كان قطعا ، ثم رجع فقال عينه ليس بكلام فلو بطلت صلاته إنما تبطل بمجرد النية وذلك لا يجوز وقاسه بالتنحنح والعطاس ، فإنه لا يكون قطعا ، وإن سمع فيه حروف مهجاة ، وهو أصوب .

( ولنا ) حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : { أن النبي - عليه الصلاة والسلام - مر بمولى له يقال له رباح ، وهو ينفخ التراب من موضع سجوده فقال : أما علمت أن من نفخ في صلاته فقد تكلم } ، ولأن قوله " أف " من جنس كلام الناس ; لأنه حروف مهجاة وله معنى مفهوم يذكر لمقصود قال الله - تعالى - : { فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما } فجعله من القول والقائل يقول

أفا وتفا لمن مودته إن غبت عنه سويعة زالت     ، وإن مالت الريح هكذا وكذا
مال مع الريح أينما مالت

.

التالي السابق


الخدمات العلمية