الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
ولا بأس بأن يصلي الرجل في ثوب واحد متوشحا به لما روي في حديث أم هانئ رضي الله تعالى عنها : { أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى يوم الفتح ثمان ركعات في ثوب واحد متوشحا به } ، وسأل ثوبان رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في ثوب واحد : { فقال يا ثوبان أولكلكم ثوبان أو قال أوكلكم يجد ثوبين } .

( وصفة ) التوشح أن يفعل بالثوب ما يفعله القصار في المقصرة [ ص: 34 ] إذا لف الكرباس على نفسه ، جاء في الحديث : { إذا كان ثوبك واسعا فاتشح به ، وإن كان ضيقا فاتزر به } ، وإنما يجوز هذا إذا كان الثوب صفيقا يحصل به ستر العورة ، وإن كان رقيقا يصف ما تحته لا يحصل به ستر العورة ، فلا تجوز صلاته وكذلك الصلاة في قميص واحد .

( وذكر ) ابن شجاع رحمه الله تعالى أنه إن لم يزره ينظر إن كان بحيث يقع بصره على عورته في الركوع والسجود لا تجوز صلاته ، وإن كان ملتحفا لا يقع بصره على عورته تجوز صلاته والحاصل أنه تكره الصلاة في إزار واحد لحديث : { نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي الرجل في ثوب واحد ليس على عاتقه منه شيء } ، وسأل رجل ابن عمر رضي الله عنهما عن الصلاة في ثوب واحد فقال أرأيت لو أرسلتك في حاجة كنت منطلقا في ثوب واحد ؟ فقال : لا . فقال : الله أحق أن تتزين له . وروى الحسن عن أبي حنيفة رحمه الله تعالى أن الصلاة في إزار واحد فعل أهل الجفاء ، وفي ثوب واحد متوشحا به أبعد عن الجفاء ، وفي إزار ورداء من أخلاق الكرام .

التالي السابق


الخدمات العلمية