حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا   ؛ قرئت: "كذبوا"؛ و"كذبوا"؛ بالتخفيف؛ والتشديد؛ وقرئت: "وكذبوا"؛ فأما من قرأ: "وظنوا أنهم قد كذبوا"؛ بالتشديد؛ فالمعنى: "حتى إذا استيأس الرسل من أن يصدقهم قومهم؛ جاءهم نصرنا"؛ ومن قرأ: "قد كذبوا"؛ بالتخفيف؛ فالمعنى: "وظن قومهم أنهم قد كذبوا فيما وعدوا"؛ لأن الرسل لا يظنون ذلك". 
وقد قال بعضهم: "وظنوا أنهم قد أخلفوا"؛ أي: ظن الرسل؛ وذلك بعيد في صفة الرسل؛ يروى عن  عائشة  أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يوعد شيئا أخلف فيه ؛ وفي الخبر: "ومعاذ الله أن يظن الرسل هذا بربها"؛ ومعنى: "وظنوا أنهم قد ["كذبوا"]: "ظن قومهم أيضا أنهم قد كذبوا". 
وقوله - عز وجل -: فنجي من نشاء  ؛ قرئت: "فننجي"؛ و"فننجي"؛ وقرئت: "فنجا من نشاء"؛ وقرأ  عاصم   : "فنجي من نشاء"؛ بفتح الياء؛ فأما من قرأ: "فننجي"؛ فعلى الاستقبال؛ والنون نون الاستقبال؛ أعني النون الأولى؛ ومن قرأ: "فنجي"؛ بإسكان الياء؛ فحذف النون الثانية لاجتماع النونين؛ كما تقول: "أنت تبين هذا الأمر"؛ تريد: "تتبين"؛ فحذف لاجتماع تاءين. 
ومن قرأ: "فنجا من نشاء"؛ عطف على قوله: "جاءهم نصرنا فنجا  [ ص: 133 ] من نشاء"؛ على لفظ الفعل الماضي؛ ومن قرأ: "فنجي من نشاء"؛ فبمعنى الماضي؛ على ما لم يسم فاعله؛ ويكون موضع "من"؛ رفعا؛ ويعلم بالمعنى أن الله - عز وجل - نجاهم. 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					