وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به   ؛ سمي الأول "عقوبة"؛ وإنما العقوبة الثاني؛ لازدواج الكلام؛ لأن الجنسين في الفعل معنى واحد؛ ومثله: وجزاء سيئة سيئة مثلها  ؛ فالثاني ليس بسيئة؛ ولكنه سمي به ليتفق اللفظ؛ لأن معنى القتل واحد؛ وقد بينا نظير هذا في سورة "آل عمران"؛ في قوله: ومكروا ومكر الله  ؛ وجاء في التفسير أن المسلمين هموا بأن يمثلوا بالمشركين؛ لأنهم كانوا  [ ص: 224 ] قد مثلوا بهم؛ فهم المسلمون بأن يزيدوا في المثلة؛ فأمروا بألا يزيدوا؛ وجائز - والله أعلم - أن يكون معنى: وجزاء سيئة سيئة مثلها  ؛ أي: من فعل به ما يجب فيه القصاص؛ فلا يجاوز القصاص إلا بمثل . 
وقوله - جل وعز -: ولئن صبرتم لهو خير للصابرين  ؛ هو مثل قوله: فمن عفا وأصلح فأجره على الله  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					