فأعلم الله أن عمارتهما كاملة؛ متصلة لا يفصل بينهما إلا عمارة؛ وأعلمنا أنهما كاملتان في تأدية حملهما من نخلهما؛ وأعنابهما؛ والزرع الذي بينهما؛ فقال: كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا   ؛ أي: لم تنقص منه شيئا؛ وقال: "آتت"؛ ولم يقل: "آتتا"؛ رده على "كلتا"؛ لأن لفظ  [ ص: 285 ]  "كلتا"؛ لفظ واحد؛ والمعنى: "كل واحدة منهما آتت أكلها"؛ ولو كان "آتتا"؛ لكان جائزا أن يكون المعنى: "الجنتان كلتاهما آتتا أكلهما"؛ وفجرنا خلالهما نهرا  ؛ ولو قرئت: "نهرا"؛ لكان جائزا؛ يقال: "نهر"؛ و"نهر"؛ فأعلمنا أن شربهما؛ كان من ماء نهر؛ وهو من أغزر الشرب. 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					