الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5583 138 - حدثني عبد الله بن محمد، حدثنا هشام، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم; فإنه لي وأنا أجزي به، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: " ريح المسك".

                                                                                                                                                                                  ومحمد بن عبد الله بن نمير الهمداني الكوفي، وهو شيخ مسلم أيضا. وهشام بن يوسف الصنعاني يروي عن معمر بن راشد، عن محمد بن مسلم الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه.

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في كتاب الصوم من حديث الأعرج، عن أبي هريرة بأتم منه، ومن طريق أبي صالح الزيات عنه بأطول منه في أوائل الصوم.

                                                                                                                                                                                  قوله: " فإنه لي وأنا أجزي به" ظاهر سياقه أنه من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - وليس كذلك، إنما هو من كلام الله عز وجل، وهو من رواية النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ربه عز وجل، كذلك أخرجه البخاري في التوحيد من رواية محمد بن زياد " عن أبي هريرة أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال - يرويه عن ربكم عز وجل - قال: لكل عمل كفارة، والصوم لي، وأنا أجزي به.." الحديث، وهو من جملة الأحاديث القدسية، قيل: كل العبادات لله تعالى، فما معنى الإضافة له؟ وأجيب بأنه لم يعبد به غيره عز وجل; إذ لم يعظم الكفار معبودهم في وقت من الأوقات بالصيام له. وقيل: لأنه عمل سري لا يدخل الرياء فيه. وقيل: هو المجازي لكل الأعمال. وأجيب بأن الغرض بيان كثرة الثواب؛ إذ عظمة المعطى دليل على عظمة المعطي.

                                                                                                                                                                                  قوله: " ولخلوف" بضم الخاء على المشهور، وهو تغير رائحة الفم.

                                                                                                                                                                                  قوله: " أطيب" قيل: الأطيبية لا تتصور بالنسبة إلى الله تعالى؛ إذ هو منـزه عن أمثاله. وأجيب بأن الطيب مستلزم للقبول؛ أي: خلوفه أقبل عند الله من قبول ريح المسك عندكم، أو وهو على سبيل الفرض، أي: لو تصور الطيب عنده لكان الخلوف أطيب، أو المضاف محذوف، أي: عند ملائكة الله. وله أجوبة أخرى، مضى منها شيء في كتاب الصيام.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية