5602 157 - حدثنا زهير بن حرب، حدثنا جرير، عن عمارة، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال: أتي عمر بامرأة تشم، فقام فقال: أنشدكم بالله: من سمع من النبي صلى الله عليه وسلم في الوشم؟ فقال أبو هريرة: فقمت فقلت: يا أمير المؤمنين، أنا سمعت، قال: ما سمعت؟ قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا تشمن ولا تستوشمن.

التالي السابق

الشرح

مُطَابَقَتُهُ لِلتَّرْجَمَةِ تُؤْخَذُ مِنْ قَوْلِهِ: " وَلَا تَسْتَوْشِمْنَ"، وَجَرِيرٌ هُوَ ابْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَعُمَارَةُ، بِضَمِّ الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ وَتَخْفِيفِ الْمِيمِ، ابْنُ الْقَعْقَاعِ بْنِ شُبْرُمَةَ، وَأَبُو زُرْعَةَ هَرَمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ.

وَالْحَدِيثُ أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ فِي الزِّينَةِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ جَرِيرٍ.

قَوْلُهُ: " تَشِمُ" مِنْ وَشَمَ وَشْمًا، وَهُوَ غَرْزُ الْإِبْرَةِ فِي الْيَدِ وَنَحْوِهَا، وَذَرُّ الْكُحْلِ وَنَحْوِهِ فِيهَا. قَوْلُهُ: " أَنْشُدُكُمْ" بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَضَمِّ الشِّينِ، تَقُولُ أَنْشَدْتُكَ؛ أَيْ: سَأَلْتُكَ بِاللَّهِ، كَأَنَّكَ ذَكَّرْتَهُ إِيَّاهُ. قَوْلُهُ: " لَا تَشِمْنَ"؛ بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَكَسْرِ الشِّينِ الْمُعْجَمَةِ وَسُكُونِ الْمِيمِ، وَبِنُونِ الْخِطَابِ لِلْجَمْعِ الْمُؤَنَّثِ. قَوْلُهُ: " وَلَا تَسْتَوْشِمْنَ"؛ أَيْ: لَا تَطْلُبْنَ الْوَشْمَ، وَفَائِدَةُ ذِكْرِ أَبِي هُرَيْرَةَ قِصَّةَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِظْهَارُ ضَبْطِهِ، وَأَنَّهُ كَانَ عُمَرُ يَسْتَثْبِتُهُ فِي الْأَحَادِيثِ مَعَ تَشَدُّدِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، وَلَوْ أَنْكَرَ عَلَيْهِ عُمَرُ ذَلِكَ لَنُقِلَ.

مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: " ولا تستوشمن"، وجرير هو ابن عبد الحميد، وعمارة، بضم العين المهملة وتخفيف الميم، ابن القعقاع بن شبرمة، وأبو زرعة هرم بن عمرو بن جرير.

والحديث أخرجه النسائي في الزينة، عن إسحاق بن إبراهيم، عن جرير.

قوله: " تشم" من وشم وشما، وهو غرز الإبرة في اليد ونحوها، وذر الكحل ونحوه فيها. قوله: " أنشدكم" بفتح الهمزة وضم الشين، تقول أنشدتك؛ أي: سألتك بالله، كأنك ذكرته إياه. قوله: " لا تشمن"؛ بفتح أوله وكسر الشين المعجمة وسكون الميم، وبنون الخطاب للجمع المؤنث. قوله: " ولا تستوشمن"؛ أي: لا تطلبن الوشم، وفائدة ذكر أبي هريرة قصة عمر رضي الله عنه إظهار ضبطه، وأنه كان عمر يستثبته في الأحاديث مع تشدد عمر رضي الله تعالى عنه، ولو أنكر عليه عمر ذلك لنقل.