الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5646 ويقال أيضا عن أبي اليمان: أتحنت، وقال معمر، وصالح، وابن المسافر: أتحنث. وقال ابن إسحاق: التحنث التبرر. وتابعهم هشام عن أبيه.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي: كما حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع المذكور بالحديث المذكور، وفيه: "أتحنث" بالثاء المثلثة. يقال أيضا عنه: "أتحنت" بالتاء المثناة من فوق بدل الثاء المثلثة، ولضعف هذا ذكره بصيغة التمريض. وهو في رواية أبي ذر هكذا، وفي رواية غيره، وقال أيضا: عن أبي اليمان، فهو من كلام البخاري، فيكون فاعل "قال": هو البخاري نفسه. وقال ابن التين: "أتحنت" بالمثناة لا أعلم له وجها. ووقع عند الإسماعيلي: "أتجنب" بالجيم والنون والباء الموحدة، وبعد أن نقله نسبه إلى البخاري، ثم قال: والتحنت، يعني بالمثناة، تصحيف، وإنما هو التحنث، يعني بالثاء المثلثة، مأخوذ من الحنث وهو الإثم؛ فكأنه قال: أتوقى ما يؤثم. قوله: " وقال معمر" هو ابن راشد. وصالح هو ابن كيسان. وابن المسافر هو عبد الرحمن بن خالد بن مسافر الفهمي المصري، أمير مصر، ووقع هنا: "المسافر" بالألف واللام، والمشهور فيه بحذفهما. قوله: " أتحنت" مقول قول الثلاثة، يعني بالتاء المثناة. أما تعليق معمر؛ فوصله البخاري في الزكاة في باب: من تصدق في الشرك ثم أسلم. وأما تعليق صالح؛ فوصله مسلم من حديث صالح، عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة بن الزبير أن حكيم بن حزام أخبره أنه قال لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: أي رسول الله، أرأيت أمورا كنت أتحنت بها في الجاهلية.. الحديث. وأما تعليق ابن مسافر؛ فوصله الطبراني في (الأوسط) من طريق الليث بن سعد عنه. قوله: " وقال ابن إسحاق" هو محمد بن إسحاق صاحب السيرة: التحنث بالثاء المثلثة التبرر، من البر بالباء الموحدة والراء المشددة، هكذا ذكره ابن إسحاق في السيرة النبوية. قوله: " وتابعهم هشام، عن أبيه"؛ أي: تابع هؤلاء المذكورين هشام بن عروة، عن أبيه عروة، هكذا رواية الكشميهني: "تابعهم" بالجمع، وفي رواية غيره: "وتابعه" بالإفراد، وهذا أولى؛ لأن المراد بهذه المتابعة خصوص تفسير التحنث بالتبرر. ووصل هذه المتابعة البخاري في العتق من طريق أبي أسامة عنه، ولفظه: أن حكيم بن حزام قال.. فذكر الحديث. وفيه: كنت أتحنث بها؛ يعني أتبرر.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية