الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5676 52 - حدثني آدم، حدثنا شعبة، حدثنا سعيد بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، عن أبيه، عن جده قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: على كل مسلم صدقة، قالوا: فإن لم يجد؟ قال: فيعمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق، قالوا: فإن لم يستطع أو لم يفعل؟ قال: فيعين ذا الحاجة الملهوف، قالوا: فإن لم يفعل؟ قال: فيأمر بالخير، أو قال: بالمعروف، قال: فإن لم يفعل؟ قال: فيمسك عن الشر فإنه له صدقة.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: " أو قال: بالمعروف".

                                                                                                                                                                                  وسعيد بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري يروي عن أبيه أبي بردة، بضم الباء الموحدة وإسكان الراء وبالدال المهملة، واسمه عامر، عن جده أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري.

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في الزكاة عن مسلم بن إبراهيم في باب: على كل مسلم صدقة، ومضى الكلام فيه.

                                                                                                                                                                                  قوله: " أو لم يفعل"؛ شك من الراوي. قوله: " الملهوف"؛ أي: المظلوم يستغيث، أو المحزون المكروب. قوله: " فإن لم يفعل؟" أي: عجزا أو كسلا. قوله: " أو قال: بالمعروف" شك من الراوي.

                                                                                                                                                                                  وفيه تنبيه للمؤمن المعسر على أن يعمل بيده وينفق على نفسه ويتصدق من ذلك، ولا يكون عيالا على غيره. وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أنه قال: يا معشر القراء، خذوا طريق من كان قبلكم، وارفعوا رؤوسكم، ولا تكونوا عيالا على المسلمين. وفيه أن المؤمن إذا لم يقدر على باب من أبواب الخير ولا فتح له؛ فعليه أن ينتقل إلى باب آخر يقدر عليه، فإن أبواب الخير كثيرة، والطريق إلى مرضاة الله غير معدومة.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية