الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5760 136 - حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا جويرية، عن نافع، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: بينا النبي صلى الله عليه وسلم يصلي، رأى في قبلة المسجد نخامة، فحكها بيده، فتغيظ، ثم قال: إن أحدكم إذا كان في الصلاة فإن الله حيال وجهه؛ فلا يتنخمن حيال وجهه في الصلاة.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: " فتغيظ"، وجويرية هو ابن أسماء، وهذان العلمان مما يشترك فيه الذكور والإناث.

                                                                                                                                                                                  والحديث قد مضى في كتاب الصلاة في باب: حك البزاق باليد من المسجد.

                                                                                                                                                                                  قوله: " بينا"؛ أصله: بين، فأشبعت فتحة النون، فصارت ألفا، وهو ظرف مضاف إلى جملة، وهي هنا قوله: " النبي يصلي"، وهي جملة اسمية. قوله: " نخامة" بضم النون، وهي النخاعة. قوله: " حيال وجهه" بكسر الحاء المهملة وتخفيف الياء آخر الحروف؛ أي: مقابل وجهه، وفي كتاب الصلاة: " فإن الله قبل وجهه". وفي التوضيح: " حيال وجهه"؛ أي: يراه، وأصله: الواو، فقلبت ياء؛ لانكسار ما قبلها. ويروى: " قبل وجهه"، ويروى: " قبلته".

                                                                                                                                                                                  وقال الكرماني: الله منزه عن الجهة والمكان، ومعناه التشبيه على سبيل التنزيه؛ أي كان الله تعالى في مقابل وجهه. وقال الخطابي: معناه أن توجهه إلى القبلة مفض بالقصد منه إلى ربه، فصار في التقدير كأن مقصوده بينه وبين القبلة.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية