الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5765 140 - حدثني يحيى بن يوسف، أخبرنا أبو بكر هو ابن عياش، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني، قال: لا تغضب، فردد مرارا، قال: لا تغضب.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من حيث إنه صلى الله تعالى عليه وسلم حذره من الغضب بقوله: " لا تغضب".

                                                                                                                                                                                  ويحيى بن يوسف الزمي، بكسر الزاي وتشديد الميم، وليس له في البخاري إلا عن أبي بكر بن عياش، بفتح العين المهملة وتشديد الياء آخر الحروف وبالشين المعجمة، القاري الكوفي. وأبو حصين، بفتح الحاء المهملة وكسر الصاد المهملة. واسمه عثمان بن عاصم الأسدي الكوفي. وأبو صالح ذكوان الزيات السمان.

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه الترمذي في البر عن أبي كريب بأتم منه.

                                                                                                                                                                                  قوله: " أن رجلا"؛ قيل: إنه جارية، بالجيم، ابن قدامة، أخرجه أحمد وابن حبان والطبراني من حديثه مبهما ومفسرا، ويحتمل غيره. قوله: " لا تغضب" إنما قال صلى الله عليه وسلم: لا تغضب; لأنه صلى الله عليه وسلم كان مكاشفا بأوضاع الخلق، فيأمرهم بما هو الأولى بهم، ولعل الرجل كان غضوبا فوصاه بتركه.

                                                                                                                                                                                  وقال البيضاوي: لعله لما رأى أن جميع المفاسد التي تعرض للإنسان إنما هي من شهوته وغضبه، والشهوة مكسورة بالنسبة إلى ما يقتضيه الغضب، فلما سأله الرجل الإرشاد إلى ما يتوسل به إلى التحرز عن القبائح، وعن الغضب الذي هو أعظم ضررا وأكثر وزرا، وأنه إذا ملكها كان قهر أقوى أعدائه؛ أمره بها. وقال الخطابي: معنى "لا تغضب" لا تتعرض لأسباب الغضب وللأمور التي تجلب الغضب; إذ نفس الغضب مطبوع في الإنسان، لا يمكن إخراجه من جبلته، أو معناه: لا تفعل ما يأمرك به الغضب ويحملك عليه من الأقوال والأفعال.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية