5900 28 - حدثنا ابن بكير، حدثنا الليث، عن عقيل، عن شهاب، عن عبد الرحمن بن [ ص: 248 ] عبد الله أن عبد الله بن كعب قال: سمعت كعب بن مالك يحدث حين تخلف عن تبوك ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كلامنا، وآتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم عليه فأقول في نفسي: هل حرك شفتيه برد السلام أم لا؟ حتى كملت خمسون ليلة، وآذن النبي صلى الله عليه وسلم بتوبة الله علينا حين صلى الفجر.

التالي السابق

الشرح

هَذَا حَدِيثٌ طَوِيلٌ فِي قِصَّةِ تَوْبَةِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ سَاقَهَا فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، وَاخْتَصَرَهُ الْبُخَارِيُّ هُنَا، وَذَكَرَ الْقَدْرَ الْمَذْكُورَ لِحَاجَتِهِ إِلَيْهِ هُنَا، وَفِيهِ مَا تَرْجَمَ بِهِ مَنْ تَرَكَ السَّلَامَ تَأْدِيبًا وَتَرَكَ الرَّدَّ أَيْضًا، فَإِنْ قُلْتَ: قَدْ أُمِرَ بِإِفْشَاءِ السَّلَامِ، وَهُوَ عَامٌّ، قُلْتُ: قَدْ خُصَّ بِهِ هَذَا الْعُمُومُ عِنْدَ الْجُمْهُورِ.

وَابْنُ بُكَيْرٍ هُوَ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ. وَعُقَيْلٌ، بِضَمِّ الْعَيْنِ، ابْنُ خَالِدٍ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ السُّلَمِيُّ الْمَدَنِيُّ، يَرْوِي عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ يَرْوِي عَنْ أَبِيهِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيِّ.

قَوْلُهُ: " وَآتِي" بِمَدِّ الْهَمْزَةِ فِعْلُ الْمُتَكَلِّمِ مِنَ الْمُضَارِعِ، مِنَ الْإِتْيَانِ، وَبَيْنَ قَوْلِهِ: وَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ قَوْلِهِ: وَآتِي، جُمَلٌ كَثِيرَةٌ، فَإِذَا رَجَعْتَ إِلَى هَذِهِ فِي الْمَغَازِي وَقَفْتَ عَلَيْهَا. وَآذَنَ، بِالْمَدِّ؛ أَيْ: أَعْلَمَ.

هذا حديث طويل في قصة توبة كعب بن مالك ساقها في غزوة تبوك، واختصره البخاري هنا، وذكر القدر المذكور لحاجته إليه هنا، وفيه ما ترجم به من ترك السلام تأديبا وترك الرد أيضا، فإن قلت: قد أمر بإفشاء السلام، وهو عام، قلت: قد خص به هذا العموم عند الجمهور.

وابن بكير هو يحيى بن عبد الله بن بكير. وعقيل، بضم العين، ابن خالد. وعبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري السلمي المدني، يروي عن أبيه عبد الله بن كعب، وعبد الله يروي عن أبيه كعب بن مالك الأنصاري.

قوله: " وآتي" بمد الهمزة فعل المتكلم من المضارع، من الإتيان، وبين قوله: ونهى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وبين قوله: وآتي، جمل كثيرة، فإذا رجعت إلى هذه في المغازي وقفت عليها. وآذن، بالمد؛ أي: أعلم.