الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5912 39 - حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا همام، عن قتادة، عن أنس، عن معاذ، قال: أنا رديف النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا معاذ، قلت: لبيك وسعديك، ثم قال: مثله ثلاثا: هل تدري ما حق الله على العباد؟ قلت: لا، قال: حق الله على العباد أن يعبدوه، ولا يشركوا به شيئا، ثم سار ساعة فقال: يا معاذ، قلت: لبيك وسعديك، قال: هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟ قلت: لا، قال: حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك أن لا يعذبهم.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: لبيك وسعديك. وهمام، بالتشديد، هو ابن يحيى البصري. ومعاذ هو ابن جبل رضي الله تعالى عنه.

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في كتاب اللباس في باب: إرداف الرجل خلف الرجل؛ فإنه أخرجه هناك عن هدبة بن خالد، عن همام عن قتادة، عن أنس، عن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه إلى آخره نحوه، وقريب منه مضى في كتاب العلم في باب: من خص بالعلم قوما بأتم منه، ومضى الكلام فيه.

                                                                                                                                                                                  قوله: " أن يعبدوه" إشارة إلى العمليات. وقوله: " ولا يشركوا به" إلى الاعتقاديات; لأن التوحيد أصلها. قوله: " أن لا يعذبهم"؛ أي: هو أن لا يعذبهم، قيل: لا يجب على الله تعالى شيء، وأجيب بأن الحق بمعنى الثابت، أو هو واجب بإيجابه على ذاته، أو هو كالواجب؛ نحو: زيد أسد، وقال ابن بطال: فإن اعترض المرجئة به فجواب أهل السنة لهم أن هذا اللفظ خرج على المزاوجة والمقابلة؛ نحو: وجزاء سيئة سيئة مثلها




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية