الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5936 65 - حدثنا محمد بن العلاء، حدثنا أبو أسامة عن بريد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه قال: احترق بيت بالمدينة على أهله من الليل، فحدث بشأنهم النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن هذه النار إنما هي عدو لكم، فإذا نمتم فأطفئوها عنكم.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: "فأطفئوها"؛ لأن الطفء عدم تركها في البيت عند النوم. ومحمد بن العلاء أبو كريب الهمداني الكوفي، وأسامة حماد بن أسامة، وبريد، بضم الباء الموحدة وفتح الراء، ابن عبد الله بن أبي بردة، بضم الباء الموحدة وسكون الراء، ابن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري رضي الله تعالى عنه، وبريد هذا يروي عن جده أبي بردة، واسمه عامر، وقيل: الحارث، عن أبي موسى.

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه مسلم أيضا في الاستئذان عن سعيد بن عمرو وغيره، وأخرجه ابن ماجه في الأدب عن أبي بكر بن أبي شيبة. قوله: "فحدث" على صيغة المجهول، من التحديث، أي: أخبر بشأنهم؛ أي: بحالهم. قوله: "عدو" يستوي فيه المذكر والمؤنث، والمثنى والجمع، وقال ابن العربي: معنى كون النار عدوا لنا: أنها تنافي أبداننا وأموالنا منافاة العدو، وإن كانت لنا بها منفعة; لكن لا تحصل لنا إلا بواسطة، فأطلق أنها عدو لنا؛ لوجود معنى العداوة فيها. قلت: أوضح منه أن يقال: إذا ظفرت بنا في أي وقت كانت، وأي مكان كانت؛ تحرقنا ولا تطلقنا.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية