الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  834 253 - حدثنا يحيى بن موسى ، قال : حدثنا سعيد بن منصور ، قال : حدثنا فليح عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي الصبح بغلس فينصرفن نساء المؤمنين لا يعرفن من الغلس ، أو لا يعرف بعضهن بعضا .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة وقد مضى الحديث ، وأخرجه هاهنا عن يحيى بن موسى البلخي ، يقال له : خت ، بفتح الخاء المعجمة وتشديد التاء المثناة من فوق ، ويقال له : الختي ، مات سنة أربعين ومائتين . وسعيد بن منصور من شيوخ البخاري ، وقد روى عنه هاهنا بالواسطة . قوله : " فينصرفن نساء المؤمنين " هو على لغة : أكلوني البراغيث ، وهي لغة بني الحارث ، وكذا قوله : “ لا يعرفن بعضهن بعضا " وهذا في رواية الحموي والكشميهني ، وفي رواية غيرهما " لا يعرف " بالإفراد ، على الأصل . قوله : " المؤمنين " ذكر الكرماني أن في بعض النسخ " نساء المؤمنات " ثم قال : تأويله : نساء الأنفس المؤمنات ، أو الإضافة بيانية ، نحو : شجر الأراك ، وقيل : إن النساء بمعنى الفاضلات ، أي : فاضلات المؤمنات . قال : وفيه دليل على وجوب قطع الذرائع الداعية إلى الفتنة وطلب إخلاص الفكر لاشتغال النفس بما جبلت عليه من أمور النساء ، والله تعالى أعلم بحقيقة الحال .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية