الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1708 377 - (حدثنا سعيد بن أبي مريم قال: أخبرنا محمد بن جعفر قال: أخبرني حميد أنه سمع أنسا رضي الله عنه يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر فأبصر درجات المدينة أوضع ناقته، وإن كانت دابة حركها).

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: (أوضع ناقته)؛ أي: أسرع السير، ومحمد بن جعفر هو ابن أبي كثير المدني أخو إسماعيل، وحميد هو الطويل.

                                                                                                                                                                                  والحديث انفرد به البخاري، نعم، في مسلم: " عن أنس، لما وصف قفوله عليه الصلاة والسلام من خيبر، فانطلقنا حتى أتينا جدر المدينة غشينا إليها فرفعنا مطيتنا، ورفع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم مطيته".

                                                                                                                                                                                  قوله: (فأبصر درجات المدينة)، بفتح الدال المهملة والراء والجيم، جمع درجة، والمراد: طرقها المرتفعة. وقال صاحب المطالع: يعني المنازل، والأشبه الجدرات، والدرجات هي رواية الأكثرين، وفي رواية المستملي: "دوحات" بفتح الدال وسكون الواو بعدها حاء مهملة، جمع دوحة، وهي الشجرة العظيمة المتسعة، ويجمع أيضا على دوح، وأدواح جمع الجمع. وقال أبو حنيفة: الدوائح العظائم، وكأنه جمع دائحة وإن لم يتكلم به، والدوحة المظلة العظيمة، والدوح، بغير هاء، البيت الضخم الكبير من الشعر، وفي شرح المعلقات لأبي بكر محمد بن القاسم الأنباري، يقال: شجرة دوحة؛ إذا كانت عظيمة كثيرة الورق والأغصان. وفي الجامع للقزاز: الدوح: العظام من الشجرة من أي نوع كان من الشجر.

                                                                                                                                                                                  قوله: (أوضع ناقته)؛ يقال: وضع البعير؛ أي: أسرع في مشيه، وأوضعه راكبه؛ أي: حمله على السير السريع. قوله: (وإن كانت دابة)؛ "كان" فيه تامة، والدابة أعم من الناقة، وقوله: (حركها) جواب "إن".




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية