6078 [ ص: 442 ] 13 - باب المكثرون هم المقلون
وقوله تعالى: من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم إلى قوله ما كانوا يعملون [هود: 15 - 16].
6443 - حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا جرير، عن عبد العزيز بن رفيع، عن زيد بن وهب، عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: خرجت ليلة من الليالي فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمشي وحده وليس معه إنسان. قال: فظننت أنه يكره أن يمشي معه أحد. قال: فجعلت أمشي في ظل القمر فالتفت، فرآني فقال: "من هذا؟". قلت: أبو ذر، جعلني الله فداءك. قال: "يا أبا ذر تعاله". قال: فمشيت معه ساعة، فقال: "إن المكثرين هم المقلون يوم القيامة، إلا من أعطاه الله خيرا، فنفح فيه يمينه وشماله وبين يديه ووراءه، وعمل فيه خيرا". قال: فمشيت معه ساعة، فقال لي: "اجلس ها هنا". قال: فأجلسني في قاع حوله حجارة، فقال لي: "اجلس ها هنا حتى أرجع إليك". قال: فانطلق في الحرة حتى لا أراه، فلبث عني فأطال اللبث، ثم إني سمعته وهو مقبل وهو يقول: "وإن سرق وإن زنى". قال: فلما جاء لم أصبر حتى قلت: يا نبي الله، جعلني الله فداءك، من تكلم في جانب الحرة؟ ما سمعت أحدا يرجع إليك شيئا. قال: "ذلك جبريل - عليه السلام - عرض لي في جانب الحرة، قال: بشر أمتك أنه من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، قلت: يا جبريل وإن سرق وإن زنى؟! قال: نعم. قال: قلت: وإن سرق وإن زنى؟! "قال: نعم، وإن شرب الخمر".
قال النضر: أخبرنا شعبة، وحدثنا حبيب بن أبي ثابت والأعمش وعبد العزيز بن رفيع، حدثنا زيد بن وهب بهذا. قال أبو عبد الله: حديث أبي صالح، عن أبي الدرداء مرسل لا يصح، إنما أردنا للمعرفة، والصحيح حديث أبي ذر. قيل لأبي عبد الله: حديث عطاء بن يسار، عن أبي الدرداء؟ قال: مرسل أيضا لا يصح، والصحيح حديث أبي ذر. وقال: اضربوا على حديث أبي الدرداء هذا. إذا مات قال: لا إله إلا الله. عند الموت. [انظر: 1237 - مسلم: 94 سيأتي بعد 991 برقم (33) - فتح: 11 \ 260].
[ ص: 443 ]


