الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              5977 6336 - حدثنا حفص بن عمر، حدثنا شعبة، أخبرني سليمان، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: قسم النبي - صلى الله عليه وسلم - قسما، فقال رجل: إن هذه لقسمة ما أريد بها وجه الله. فأخبرت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فغضب حتى رأيت الغضب في وجهه وقال: "يرحم الله موسى، لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر". [انظر: 3150 - مسلم: 1062 - فتح: 11 \ 136]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              وقد سلف مسندا في الجهاد

                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه أحاديث:

                                                                                                                                                                                                                              أحدها:

                                                                                                                                                                                                                              حديث سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه -: خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى خيبر، فقال رجل من القوم: أي عامر، لو أسمعتنا من هنياتك. فنزل يحدو بهم يذكر: تالله لولا الله ما اهتدينا. وذكر شعرا غير هذا ولكني لم أحفظه، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من هذا السائق؟ ". قالوا: عامر بن الأكوع. قال: "يرحمه الله".. الحديث، سلف.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 245 ] ثانيها:

                                                                                                                                                                                                                              حديث ابن أبي أوفى - رضي الله عنهما -: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أتاه رجل بصدقة قال: "اللهم صل على آل فلان". فأتاه أبي فقال: "اللهم صل على آل أبي أوفى".

                                                                                                                                                                                                                              الثالث:

                                                                                                                                                                                                                              حديث جرير - رضي الله عنه -قلت: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إني رجل لا أثبت على الخيل، فصك في صدري فقال: "اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا". وقد سلف.

                                                                                                                                                                                                                              الرابع:

                                                                                                                                                                                                                              حديث أنس قال: قالت أم سليم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنس خادمك. قال: "اللهم أكثر ماله وولده، وبارك له فيما أعطيته".

                                                                                                                                                                                                                              الخامس:

                                                                                                                                                                                                                              حديث عائشة - رضي الله عنها -: سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلا يقرأ في المسجد، فقال: "رحمه الله، لقد أذكرني كذا وكذا آية أسقطتها من سورة كذا وكذا".

                                                                                                                                                                                                                              السادس:

                                                                                                                                                                                                                              حديث أبي وائل، عن عبد الله - رضي الله عنه - قال: قسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قسما، فقال رجل: إن هذه لقسمة ما أريد بها وجه الله. الحديث سلف.

                                                                                                                                                                                                                              وكلها دالة على دعاء المسلم لأخيه دون نفسه، كما ترجم.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 246 ] وقد صح عن رسول الله أن دعاء المرء لأخيه مجاب; (روى مسلم عن أبي الدرداء مرفوعا: "دعوة المرء المسلم بظهر الغيب مستجابة) عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل".

                                                                                                                                                                                                                              وفي أبي داود والترمذي وابن ماجه من حديث أبي هريرة مرفوعا: "إن أسرع الدعاء إجابة دعوة غائب لغائب".

                                                                                                                                                                                                                              قال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وفي إسناده الأفريقي وهو مضعف في الحديث.

                                                                                                                                                                                                                              روى سعيد بن جبير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - مرفوعا: "خمس دعوات مستجابات: دعوة المظلوم حتى ينتصر، ودعوة الحاج حتى يصدر، ودعوة المجاهد حتى يقفل، ودعوة المريض حتى يبرأ، ودعوة الأخ لأخيه".

                                                                                                                                                                                                                              وقد روي عن بعض السلف أنه إذا دعا المرء لأخيه فليبدأ بنفسه. قال سعيد بن يسار: ذكرت رجلا عند ابن عمر فتراحمت عليه، فلهز في صدري. وقال لي: ابدأ بنفسك. وقال إبراهيم: كان يقال: إذا

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 247 ] دعوت فابدأ بنفسك; فإنك لا تدري في أي دعاء يستجاب لك.

                                                                                                                                                                                                                              فصل:

                                                                                                                                                                                                                              معنى: وصل عليهم : ادع لهم واستغفر، ومعنى: إن صلاتك سكن لهم أي: دعاؤك تثبت لهم وطمأنينة.

                                                                                                                                                                                                                              فصل:

                                                                                                                                                                                                                              آل أبي أوفى هنا نفسه. وقال ابن التين: يعني: عليه وعلى آله. قال: وفيه آل الرجل يقع على أهله وأتباعه، الأهل: أهل الدار خاصة، قال: وعن مالك: لا يقال لفظ الصلاة في غير الأنبياء.

                                                                                                                                                                                                                              فصل:

                                                                                                                                                                                                                              الخلصة: بفتح الخاء واللام: نصب يعبد من دون الله، والنصب بضم النون والصاد الساكنة، وفتح النون أيضا، وقال القتبي: هو صنم أو حجر كانت الجاهلية تنصبه وتذبح عنده.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: يسمى كعبة اليمانية: هو بتخفيف الياء وأصله تشديدها فخففوا ياء النسبة كقولهم: تهامون وأشعرون، وفي "الصحاح": ذو الخلصة: بيت لخثعم كان يدعى الكعبة اليمانية، وكان فيه بيت يدعى الخلصة فهدم.

                                                                                                                                                                                                                              وصك: ضرب، ومنه فصكت وجهها .

                                                                                                                                                                                                                              والعصبة من الرجال: ما بين العشرة إلى الأربعين، وقال ابن فارس: نحو العشرة.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 248 ] فصل:

                                                                                                                                                                                                                              في حديث أنس - رضي الله عنه - جواز الدعاء بكثرة المال والولد. قال الداودي: وروي من طريق لا يثبت عنه: "اللهم من آمن بي وصدق ما جئت به، فأقلل له من المال والولد". قال: ولا يصح ذلك، كيف والشارع حض على النكاح والتماس الولد.

                                                                                                                                                                                                                              فصل:

                                                                                                                                                                                                                              قوله: "أذكرني". يقال ذكرت الشيء بعد النسيان وتذكرته وذكرته غيري وذكرته بمعنى.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية