الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              5966 6325 - حدثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن خرشة بن الحر، عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أخذ مضجعه من الليل قال: "اللهم باسمك أموت وأحيا". فإذا استيقظ قال: "الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور". [ 7395 - فتح: 11 \ 130]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث شداد بن أوس: "سيد الاستغفار" وقد سلف، وفي آخره: "إذا قال حين يمسي فمات دخل الجنة -أو كان من أهل الجنة- وإذا قال حين يصبح فمات من يومه مثله".

                                                                                                                                                                                                                              وحديث حذيفة - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن ينام قال: "باسمك اللهم أموت وأحيا". وإذا استيقظ من منامه قال: "الحمد لله

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 233 ] الذي أحيانا بعدما أماتنا، وإليه النشور".


                                                                                                                                                                                                                              وقد سلف غير مرة.

                                                                                                                                                                                                                              وحديث أبي ذر قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أخذ مضجعه من الليل قال: "اللهم باسمك أموت وأحيا". وإذا استيقظ قال: "الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور".

                                                                                                                                                                                                                              الشرح:

                                                                                                                                                                                                                              معنى ذكر الله تعالى عند الصباح، ليكون مفتتح الأعمال، وابتداؤها ذكر الله، وكذلك ذكر الله عند النوم ليختم عمله بذكر الله تعالى، فتكتب الحفظة في أول صحيفته عملا صالحا وتختمها بمثله، فيرجى له مغفرة ما بين ذلك من ذنوبه.

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبري من حديث الحسن عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يقول الله -عز وجل-: ابن آدم، اذكرني من أول النهار ساعة ومن آخره ساعة أكفك ما بينهما".

                                                                                                                                                                                                                              وكان الصالحون من السوقة يجعلون أول يومهم وآخره إلى الليل لأمر الآخرة، ووسطه لمعيشة الدنيا، وإنما كانوا يعملون ذلك; لترغيبه في الدعاء طرفي النهار.

                                                                                                                                                                                                                              وكان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يأمر التجار فيقول: اجعلوا أول نهاركم لآخرتكم، وما سوى ذلك لدنياكم.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 234 ] وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما يدل على هذا المعنى، قال - عليه السلام -: "يقول الله -عز وجل-: يا ابن آدم، لا تعجزن عن أربع ركعات أول النهار أكفك آخره".




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية