1544 (5) باب ما جاء أن الميت ليعذب ببكاء الحي عليه
[ 796 ] عن عبد الله بن أبي مليكة قال : توفيت ابنة لعثمان بن عفان بمكة ، قال : فجئنا لنشهدها ، قال : فحضرها ابن عمر وابن عباس ، قال : فإني لجالس بينهما ، قال : جلست إلى أحدهما ، قال : ثم جاء الآخر فجلس إلى جنبي ، فقال عبد الله بن عمر لعمرو بن عثمان ، وهو مواجهه : ألا تنهى عن البكاء ؟ فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه . فقال ابن عباس : قد كان عمر يقول بعض ذلك ثم حدث فقال : صدرت مع عمر من مكة ، حتى إذا كنا بالبيداء إذا هو بركب تحت ظل سمرة ، فقال : اذهب فانظر من هؤلاء الركب ؟ فنظرت فإذا صهيب . قال: فأخبرته ، فقال : ادعه لي . قال : فرجعت إلى صهيب ، فقلت : ارتحل فالحق أمير المؤمنين . فلما أن أصيب عمر دخل صهيب يبكي يقول : وا أخاه ! وا صاحباه ! فقال عمر : يا صهيب ! أتبكي علي ؟ وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن الميت يعذب ببعض بكاء أهله عليه ، فقال ابن عباس : فلما مات عمر ذكرت ذلك لعائشة ، فقالت : يرحم الله عمر ، لا والله ! ما حدث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن الله يعذب المؤمن ببكاء أحد ، ولكن قال : إن الله يزيد الكافر عذابا ببكاء أهله عليه ، قال : وقالت عائشة : حسبكم القرآن : ولا تزر وازرة وزر أخرى وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه وإلى الله المصير [ فاطر :18 ] قال : وقال ابن عباس عند ذلك : والله أضحك وأبكى .
قال ابن أبي مليكة : فوالله ما قال ابن عمر من شيء .
وفي رواية : لما بلغ عائشة قول عمر وابن عمر ، قالت : إنكم لتحدثوني عن غير كاذبين ولا مكذبين ولكن السمع يخطئ .
رواه البخاري (1286) ، ومسلم (928) (23) و (929) ، والنسائي (4 \ 18 - 19) .


