الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              754 [ 386 ] وعن ربيعة بن كعب الأسلمي ; قال : كنت أبيت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فأتيته بوضوئه وحاجته ، فقال لي : سل فقلت : أسألك مرافقتك في الجنة. قال : أوغير ذلك ؟ قلت : هو ذاك ، قال : فأعني على نفسك بكثرة السجود .

                                                                                              رواه أحمد (4 \ 57 و 58)، ومسلم (489)، وأبو داود (1320)، والنسائي (2 \ 227 - 228) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              وقوله في حديث ربيعة : أو غير ذلك ; رويناه بإسكان الواو من أو ، ونصب غير ; أي : أو : سل غير ذلك ; كأنه حضه على سؤال شيء آخر غير مرافقته ; [ ص: 94 ] لأنه فهم منه أن يطلب المساواة معه في درجته ، وذلك مما لا ينبغي لغيره . فلما قال الرجل : هو ذاك ; قال له : أعني على نفسك بكثرة السجود ; أي : الصلاة ; ليزداد من القرب ورفعة الدرجات ، حتى يقرب من منزلته ، وإن لم يساوه فيها . ولا يعترض هذا بقول النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما رواه حذيفة ليلة الأحزاب : ألا رجل يأتيني بخبر القوم ; جعله الله معي يوم القيامة ; لأن هذا مثل قوله تعالى : فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم الآية [ النساء : 69 ] ; لأن هذه المعية هي النجاة من النار ، والفوز بالجنة ، إلا أن أهل الجنة على مراتبهم ومنازلهم بحسب أعمالهم وأحوالهم . وقد دل على هذا أيضا قوله - عليه الصلاة والسلام - : المرء مع من أحب ، وله ما اكتسب .




                                                                                              الخدمات العلمية