3403 [ 1402 ] وعن أبي موسى قال: أقبلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعي رجلان من الأشعريين. أحدهما عن يميني والآخر عن يساري، فكلاهما سأل العمل، والنبي صلى الله عليه وسلم يستاك، فقال: ما تقول يا أبا موسى؟ أو: يا عبد الله بن قيس؟ قال: قلت: والذي بعثك بالحق ما أطلعاني على ما في أنفسهما، وما شعرت أنهما يطلبان العمل ! قال: وكأني أنظر إلى سواكه تحت شفته وقد قلصت ! فقال: لن - أو: لا - نستعمل على عملنا من أراده، ولكن اذهب أنت يا أبا موسى - أو يا عبد الله بن قيس. فبعثه على اليمن ثم أتبعه معاذ بن جبل، فلما قدم عليه قال: انزل - وألقى له وسادة، وإذا رجل عنده موثق، قال: ما هذا؟ قال: هذا كان يهوديا فأسلم، ثم راجع دينه دين السوء فتهود ! قال: لا أجلس حتى يقتل، قضاء الله ورسوله ! فقال: اجلس، نعم ! قال: لا أجلس حتى يقتل، قضاء الله ورسوله - ثلاث مرات، فأمر به فقتل، ثم تذاكرا قيام الليل، فقال أحدهما: معاذ: أما أنا فأنام وأقوم، وأرجو في نومتي ما أرجو في قومتي.
وفي رواية: فقال عليه الصلاة والسلام: "إنا والله لا نولي على هذا العمل أحدا سأله ولا أحدا حرص عليه".
رواه البخاري (4341 و 4342)، ومسلم (1733) في الإمارة (14 و 15)، وأبو داود (4354 - 4357)، والنسائي ( 1 \ 10 ).
[ ص: 17 ]


