الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              3483 [ 1340 ] وعن أبي هريرة قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يكره الشكال من الخيل.

                                                                                              وفي رواية : الشكال: أن يكون الفرس في رجله اليمنى بياض، وفي يده اليسرى، أو في يده اليمنى ورجله اليسرى .

                                                                                              رواه أحمد ( 2 \ 250 )، ومسلم (1875) (101 و 102)، وأبو داود (2547)، والترمذي (1698)، والنسائي ( 6 \ 219 ).

                                                                                              [ ص: 704 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 704 ] وقول أبي هريرة : ( كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يكره الشكال من الخيل ) ; يحتمل أن يكون كره اسم الشكال من جهة اللفظ ; لأنه يشعر بنقيض ما تراد الخيل له. وهذا كما قال : (لا أحب العقوق) ، ويحتمل أن يكرهه لما يقال : إن حوافر المشكل وأعضاءه ليس فيها من القوة ما في ما ليس كذلك . وقد جاء الشكال مفسرا في تلك الرواية تفسيرا ليس معروفا عند اللغويين . قال أبو عبيد : الشكال : أن تكون منه ثلاث قوائم محجلة وواحدة مطلقة ، أو يكون ثلاث قوائم مطلقة وواحدة محجلة. ولا يكون الشكال إلا في الرجل ، ولا يكون في اليد . وقال ابن دريد : هو أن يكون تحجيله في يد ورجل من شق واحد ، فإن كان مخالفا قيل : شكال مخالف . وقال أبو عمر المطرز : هو بياض الرجل اليمنى واليد اليسرى . وقيل : بياض الرجلين . وقيل : بياض اليدين والرجل الواحدة . وقيل : بياض الرجلين واليد الواحدة. وهذه أقوال اللغويين ، وليس فيها ما يوافق ذلك التفسير إلا ما حكاه ابن دريد من الشكال [ ص: 705 ] المخالف ، فإن صح أن ذلك من قول النبي -صلى الله عليه وسلم- فهو حق. والله تعالى أعلم .

                                                                                              وإن كان ذلك من قول بعض الرواة فالمعروف عند اللغويين ما قدمته من قول أبي عبيد .




                                                                                              الخدمات العلمية