الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              2995 [ 1690 ] وعن جابر بن عبد الله قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله، وكاتبه وشاهديه، وقال: "هم سواء".

                                                                                              رواه مسلم (1598).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              و (قوله: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا، وموكله، وكاتبه، وشاهديه ). وقال: ( هم سواء ). آكل الربا: آخذه. وعبر عن الأخذ بالأكل؛ لأن الأخذ إنما يراد للأكل غالبا؛ ومنه قوله تعالى: إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما [النساء: 10] أي: يأخذونها، فإنه لم يعلق الوعيد على أموال اليتامى من حيث الأكل فقط، بل من حيث إتلافها عليهم بأخذها منهم. وموكل الربا: معطيه. وهذا كما قال في الحديث الآخر: (الآخذ والمعطي فيه سواء) وفي معنى المعطي: المعين عليه، وكاتبه: الذي يكتب وثيقته. وشاهداه: من يتحمل الشهادة بعقده، وإن لم يؤدها. وفي معناه: من حضره فأقره. وإنما سوى بين هؤلاء في اللعنة؛ لأنه لم يحصل عقد الربا إلا بمجموعهم. ويجب على السلطان إذا وقع له أحد من هؤلاء أن يغلظ العقوبة عليهم في أبدانهم بالضرب، والإهانة، وبإتلاف مال الربا عليهم بالصدقة به، كما يفعل المسلم إذا آجر نفسه في عمل الخمر، فإنه يتصدق بالأجرة، وبثمن الخمر إذا باعها المسلم. ويدل على صحة ما ذكرناه قوله تعالى: يمحق الله الربا [البقرة: 276] أي: يفسخ عقده، ويرفع بركته، وتمام المحق بإتلاف عينه.




                                                                                              الخدمات العلمية