46 (11) باب
لا يكفي مجرد التلفظ بالشهادتين ، بل لا بد من استيقان القلب
[ 25 ] عن أبي هريرة ، قال : كنا قعودا حول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، معنا أبو بكر وعمر - رضي الله عنهما - في نفر ، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بين أظهرنا ، فأبطأ علينا ، وخشينا أن يقتطع دوننا ، ففزعنا وقمنا ، فكنت أول من فزع ، فخرجت أبتغي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أتيت حائطا للأنصار لبني النجار ، فدرت به ، هل أجد له بابا ؟ فلم أجد ، فإذا ربيع يدخل في جوف حائط من بئر خارجة - والربيع : الجدول - فاحتفزت ، فدخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : أبو هريرة ؟ فقلت : نعم يا رسول الله ، قال : ما شأنك ؟ قلت : كنت بين أظهرنا ، فقمت ، فأبطأت علينا ، فخشينا أن تقتطع دوننا ، ففزعنا ، فكنت أول من فزع ، فأتيت هذا الحائط ، فاحتفزت كما يحتفز الثعلب ، وهؤلاء الناس ورائي ، فقال : يا أبا هريرة ! - وأعطاني نعليه - فقال : اذهب بنعلي هاتين ، فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه ، فبشره بالجنة ، وكان أول من لقيت عمر ، فقال : ما هاتان النعلان يا أبا هريرة ؟! قلت : هاتان نعلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، بعثني بهما ، من لقيت يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه ، بشرته بالجنة . قال : فضرب عمر بيديه بين ثديي ، فخررت لاستي ، فقال : ارجع يا أبا هريرة! فرجعت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فأجهشت بكاء ، وركبني عمر ، فإذا هو على أثري ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ما لك يا أبا هريرة ؟! قلت : لقيت عمر ، فأخبرته بالذي بعثتني به ، فضرب بين ثديي ضربة خررت لاستي ، فقال : ارجع ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يا عمر ، ما حملك على ما فعلت ؟ فقال : يا رسول الله - بأبي أنت وأمي! - أبعثت أبا هريرة بنعليك : من لقي يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه ، بشره بالجنة ؟ قال : نعم ، قال : فلا تفعل ; فإني أخشى أن يتكل الناس عليها ، فخلهم يعملون! قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : فخلهم .
[ ص: 204 ]


