الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      التفسير:

                                                                                                                                                                                                                                      هذه السورة أول سورة نزلت من القرآن في قول سائر أهل التأويل، ونزل منها أول ما نزل إلى: علم الإنسان ما لم يعلم} ، و (العلق) : جمع (علقة) .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: علم بالقلم أي: علم الإنسان الخط بالقلم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ليطغى أن رآه استغنى أي: لأن رآه استغنى.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى يعني: أبا جهل; إذ نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن الصلاة، وفي الكلام حذف; والمعنى: أأمن هذا الناهي عن الصلاة [ ص: 134 ] من العقوبة؟

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: {أرأيت إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى أي: أرأيت إن كان محمد على هذه الصفة; أليس ناهيه عن الصلاة هالكا؟

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ألم يعلم بأن الله يرى : تقرير وتوبيخ.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: {كلا} : ردع وزجر لأبي جهل، وتكذيب له فيما قاله للنبي عليه الصلاة والسلام حين توعده، فيوقف عليها على هذا التقدير، ويجوز أن تكون بمعنى: (حقا) ، أو (ألا) ; فيبتدأ بها.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: لنسفعا بالناصية : قيل: معناه: لنأخذن بناصيته في النار.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: هو مأخوذ من (سفعته النار، والشمس) ; إذا غيرت وجهه; فالمعنى على هذا: لنسودن وجهه; فاستغنى بذكر (الناصية) عن (الوجه) ، وحكى أبو عبيدة: (سفعت بيده) ; إذا أخذت بيده.

                                                                                                                                                                                                                                      الفراء: المعنى: لنأخذن بناصيته; أي: لنذلنه، و (الناصية) : مقدم الرأس.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: {فليدع ناديه أي: أهل ناديه، و (النادي) و (الندي) : المجلس، وقد تقدم ذكره.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: سندع الزبانية أي: الملائكة، عن ابن عباس وغيره، وهو مأخوذ [ ص: 135 ] من (الزبن) ; وهو الدفع.

                                                                                                                                                                                                                                      الكسائي: واحدهم: (زبني) .

                                                                                                                                                                                                                                      عيسى بن عمر، والأخفش: (زابن) ، وقيل: (زبنية) ، وقيل: واحدهم: (زباني) ، وقيل: هو اسم للجمع; كـ {أبابيل} [الفيل:3].

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: كلا لا تطعه أي: لا تطع أبا جهل، {واسجد} لربك، {واقترب} إليه بالطاعة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية