الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      التفسير:

                                                                                                                                                                                                                                      والعاديات ضبحا : قال ابن عباس، ومجاهد، وغيرهما: هي الخيل، و (الضبح) : شدة النفس عند العدو.

                                                                                                                                                                                                                                      وعن علي، وابن مسعود: أنها الإبل، قال علي رضي الله عنه: وهذا في وقعة بدر، لم يكن معنا فيها غير فرسين، وعن علي أيضا: أن المعنى: والعاديات من عرفات إلى مزدلفة، ومن مزدلفة إلى منى.

                                                                                                                                                                                                                                      وروي: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سرية إلى بني كنانة، فأبطأ عليه خبرها، فنزلت [ ص: 151 ] هذه السورة.

                                                                                                                                                                                                                                      و (الضبح) : أكثر ما يستعمل في الخيل، و (الضبع) : في الإبل، وقد تبدل الحاء من العين.

                                                                                                                                                                                                                                      أبو صالح: (الضبح) من الخيل: الحمحمة، ومن الإبل: التنفس. عطاء: ليس شيء من الدواب يضبح إلا الفرس والكلب.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: فالموريات قدحا : قال ابن عباس: هي الخيل، توري النار بسنابكها، وعنه أيضا: الخيل في الجهاد، إذا نزلوا; أوروا النار، وعنه أيضا: أن المراد بـ(الموريات قدحا) : مكر الرجال، وقاله مجاهد; فهو مثل للمكر.

                                                                                                                                                                                                                                      ابن مسعود: هي الإبل تطأ الحصى، فتخرج منه النار.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: فالمغيرات صبحا : الخيل تغير على العدو عند الصبح، عن ابن عباس وغيره.

                                                                                                                                                                                                                                      ابن مسعود: هي الإبل حين يفيضون من جمع إلى منى.وقوله: فأثرن به نقعا : بالمكان الذي أغارت به، و (النقع) : الغبار.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: فوسطن به جمعا أي: وسطن بالمكان جمعا من العدو.

                                                                                                                                                                                                                                      وقال ابن مسعود: فوسطن به جمعا يعني: مزدلفة.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 152 ] وقوله: إن الإنسان لربه لكنود : {الإنسان} ههنا: الكافر، وهذا جواب القسم.

                                                                                                                                                                                                                                      و (الكنود) : الكفور، قاله ابن عباس، والحسن، وغيرهما.

                                                                                                                                                                                                                                      وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {الكنود: الكفور الذي يأكل وحده، ويمنع رفده ويضرب عبده) .

                                                                                                                                                                                                                                      الحسن: (الكنود) الذي يلوم ربه في المصيبات، وينسى الحسنات.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وإنه على ذلك لشهيد أي: وإن ربه على ذلك لشهيد، عن قتادة وغيره.

                                                                                                                                                                                                                                      الحسن: المعنى : وإن الإنسان على ذلك لشهيد.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وإنه لحب الخير لشديد [أي: وإن الإنسان لحب الخير لشديد، والخير: المال; والمعنى: من أجل المال]، [ومعنى (شديد) : بخيل، وقيل: المعنى: وإنه لشديد الحب للمال].

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 153 ] وقوله: أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور : أي أثير وقلب، و {بعثر} و {بحثر} بمعنى.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وحصل ما في الصدور أي: ميز ما فيها من خير أو شر، وقال ابن عباس: أبرز.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية