الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      التفسير:

                                                                                                                                                                                                                                      (الإيلاف) : مصدر (آلف) ; إذا جعله يألف، و (ألف هو إلفا وإلافا) ، وكذلك رويت: {إلفهم} ، و {إلافهم} ، على ما سنذكره فيما بعد.

                                                                                                                                                                                                                                      واللام: قيل: هي متعلقة بقوله: فليعبدوا رب هذا البيت ; [كأنه قال: لأن آلف الله قريشا إيلافا; فليعبدوا رب هذا البيت]، قاله الخليل، وعمل ما بعد الفاء فيما قبلها; لأنها زائدة غير عاطفة، فهي كقول: (زيدا فاضرب) .

                                                                                                                                                                                                                                      الأخفش: هي متعلقة بقوله: فجعلهم كعصف مأكول ; أي: فعل ذلك; [ ص: 171 ] لتتآلف قريش، والقرآن في حكم شيء متصل.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: هي متعلقة بفعل مضمر; التقدير: اعجبوا لإيلاف قريش رحلة الشتاء والصيف، وتركهم عبادة رب هذا البيت!

                                                                                                                                                                                                                                      و {إيلافهم} الثاني: بدل من الأول للبيان.

                                                                                                                                                                                                                                      ويروى: أنهم كانوا ألفوا بصرى واليمن، يرحلون إلى هذه في الشتاء، وإلى هذه في الصيف، فأمروا بالمقام بمكة، قاله عكرمة.

                                                                                                                                                                                                                                      ابن عباس: كانوا يشتون بمكة، ويصيفون في الطائف.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: الذي أطعمهم من جوع أي: من أجل الجوع.

                                                                                                                                                                                                                                      وآمنهم من خوف يعني: آمنهم في الحرم، وبسببه، عن قتادة وغيره.

                                                                                                                                                                                                                                      وعن ابن عباس: آمنهم من خوف الجذام.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية