الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              2551 باب التزويج في شوال

                                                                                                                              وقال النووي : (باب استحباب التزوج، والتزويج، في شوال. واستحباب الدخول فيه) .

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 209 جـ9 المطبعة المصرية [ عن عائشة قالت تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال، وبنى بي في شوال، فأي نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحظى عنده مني؟. [ ص: 239 ] قال: وكانت عائشة تستحب أن تدخل نساءها في شوال ].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              فيه: استحباب التزويج والتزوج والدخول، في شوال. وقد نص الشافعية على استحبابه. واستدلوا بهذا الحديث.

                                                                                                                              وقصدت عائشة بهذا الكلام: رد ما كانت الجاهلية عليه، وما يتخيله بعض العوام اليوم; من كراهة التزوج والتزويج والدخول، في شوال. وهذا باطل لا أصل له. وهو من آثار الجاهلية، كانوا يتطيرون بذلك، لما في اسم شوال، من الإشالة والرفع. قاله النووي .

                                                                                                                              وحديث الباب، رواه أحمد والنسائي أيضا.

                                                                                                                              قال في نيل الأوطار: استدل المصنف بحديث عائشة، على استحباب البناء بالمرأة في شوال. وهو إنما يدل على ذلك، إذا تبين أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قصد ذلك الوقت لخصوصية له، لا توجد في غيره. لا إذا كان وقوع ذلك منه صلى الله عليه وآله وسلم، على طريق الاتفاق، وكونه بعض أجزاء الزمان، فإنه لا يدل على الاستحباب، لأنه حكم شرعي يحتاج إلى دليل. وقد تزوج صلى الله عليه وآله وسلم بنسائه، في أوقات مختلفة، على حسب الاتفاق. ولم يتحر وقتا مخصوصا. ولو كان مجرد الوقوع يفيد الاستحباب، لكان كل وقت من الأوقات التي تزوج فيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم: [ ص: 240 ] يستحب البناء فيه. وهو غير مسلم. انتهى.

                                                                                                                              قلت: فيه: رد على الجاهلية، من غير استحباب شيء في ذلك الوقت.

                                                                                                                              والله أعلم.




                                                                                                                              الخدمات العلمية