سورة الضحى
مكية، وآيها: إحدى عشرة آية، وحروفها: مئة وثمانية وخمسون حرفا، وكلمها: أربعون كلمة.
الكلام في التكبير:
اختلف في سبب وروده، فروي
nindex.php?page=hadith&LINKID=890901أن النبي - صلى الله عليه وسلم - انقطع عنه الوحي، فقال المشركون: قلا محمدا ربه، فنزلت سورة nindex.php?page=treesubj&link=33062nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1والضحى فقال النبي - صلى الله عليه وسلم: "الله أكبر"، وأمر أن يكبر إذا بلغ:
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1والضحى مع خاتمة كل سورة حتى يختم، فكبر شكرا لله تعالى لما كذب المشركين، وقيل: قال: الله أكبر تصديقا لما أنا عليه، وتكذيبا للكافرين، وقيل: فرحا وسرورا بنزول الوحي، وورد في ذلك أقوال كثيرة غير ما تقدم.
وأما من ورد عنه، فقد صح التكبير عن أهل مكة قرائهم وعلمائهم،
[ ص: 384 ] وصح أيضا عن
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبي جعفر، وأبي عمرو، وورد عن سائر القراء عند الختم، وهو سنة مأثورة عن النبي - صلى الله عليه وسلم، وعن الصحابة والتابعين في الصلاة وخارجها، لكن من فعله، فحسن، ومن لم يفعله، فلا حرج عليه.
وأما ابتداؤه، فاختلف فيه، فروي أنه من أول
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=1ألم نشرح وروي أنه من أول
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1والضحى .
واختلف أيضا في النهاية، فروي أن انتهاءه آخر سورة الناس، وروي: أولها، وقد ثبت نصه عن الإمامين
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد رضي الله عنهما، ولم يستحبه الحنابلة؛ لقراءة غير
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير، ولم أطلع على نص في ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=11990لأبي حنيفة nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك رضي الله عنهما.
ولفظه: (الله أكبر) في رواية
nindex.php?page=showalam&ids=13869البزي، nindex.php?page=showalam&ids=16832وقنبل، وروي عنهما: التهليل قبل التكبير، ولفظة: (لا إله إلا الله والله أكبر) ، والوجهان عنهما صحيحان جيدان مشهوران مستعملان.
nindex.php?page=treesubj&link=33099وصفة التكبير في رواية ابن كثير بين كل سورتين أربعة عشر وجها:
الأول: قطعه عن آخر السورة، ووصله بالبسملة، ووصل البسملة في أول السورة الآتية، وهو
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=21ولسوف يرضى قف (الله أكبر) صل (بسم الله الرحمن الرحيم) صل
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1والضحى .
[ ص: 385 ]
الثاني: قطعه عن آخر السورة، ووصله بالبسملة، والوقوف على البسملة، ثم الابتداء بأول السورة، وهو
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=21ولسوف يرضى قف (الله أكبر) صل (بسم الله الرحمن الرحيم) قف
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1والضحى .
الثالث: وصله بآخر السورة، والقطع عليه، ووصل البسملة بأول السورة، وهو
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=21ولسوف يرضى صل (الله أكبر) قف (بسم الله الرحمن الرحيم) صل
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1والضحى .
الرابع: وصله بآخر السورة، والقطع على البسملة، وهو
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=21ولسوف يرضى صل (الله أكبر) قف (بسم الله الرحمن الرحيم) قف
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1والضحى .
الخامس: قطع التكبير عن آخر السورة وعن البسملة، ووصل البسملة بأول السورة، وهو
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=21ولسوف يرضى قف (الله أكبر) قف (بسم الله الرحمن الرحيم) صل
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1والضحى .
السادس: وصل التكبير بآخر السورة، والبسملة بأول السورة، وهو
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=21ولسوف يرضى صل (الله أكبر) صل (بسم الله الرحمن الرحيم) صل
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1والضحى .
السابع: قطع الجميع؛ أي: قطع التكبير عن السورة الماضية وعن البسملة، وقطع البسملة عن السورة الآتية، وهو:
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=21ولسوف يرضى قف (الله أكبر) قف (بسم الله الرحمن الرحيم) قف
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1والضحى .
فهذه السبعة صفته مع التكبير، ويأتي مع التهليل مثل ذلك، وبقي وجه لا يجوز، وهو وصل التكبير بآخر السورة، وبالبسملة مع القطع عليها، وهو
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=21ولسوف يرضى (الله أكبر) (بسم الله الرحمن الرحيم) بالوصل في الجميع، ثم يسكت على البسملة، ثم يبتدئ
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1والضحى ، فهذا ممتنع
[ ص: 386 ] إجماعا؛ لأن البسملة لأول السورة، فلا يجوز أن تجعل منفصلة عنها متصلة بآخر السورة قبلها.
واعلم أن القارئ إذا وصل التكبير بآخر السورة، فإن كان آخرها ساكنا، كسره للساكنين؛ نحو: (فحدث الله أكبر) ، و (فارغب الله أكبر) ، وإن كان منونا، كسره أيضا للساكنين، وسواء كان الحرف المنون مفتوحا أو مضموما أو مكسورا، نحو: (توابا الله أكبر) و (لخبير الله أكبر) ، و (من مسد الله أكبر) ، وإن كان آخر السورة مفتوحا، فتحه، وإن كان مكسورا، كسره، وإن كان مضموما، ضمه، نحو: قوله: (إذا حسد الله أكبر) ، (والناس الله أكبر) ، و (الأبتر الله أكبر) ، وشبهه، وإن كان آخر السورة هاء كناية موصولة بواو، حذف صلتها للساكنين؛ نحو: (ربه الله أكبر) و (شرا يره الله أكبر) ، وأسقطت ألف الوصل التي في أول اسم الله -عز وجل- في جميع ذلك استغناء عنها، والله أعلم.
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1والضحى .
[1]
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1والضحى هو سطوع الضوء وعظمه، وتقدم ذكر وقته أول سورة الشمس، أقسم الله به، وأراد به النهار كله؛ بدليل أنه قابله بالليل.
* * *
سُورَةُ الضُّحَى
مَكِّيَّةٌ، وَآيُهَا: إِحْدَى عَشْرَةَ آيَةً، وَحُرُوفُهَا: مِئَةٌ وَثَمَانِيَةٌ وَخَمْسُونَ حَرْفًا، وَكَلِمُهَا: أَرْبَعُونَ كَلِمَةً.
الْكَلَامُ فِي التَّكْبِيرِ:
اخْتُلِفَ فِي سَبَبِ وُرُودِهِ، فَرُوِيَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=890901أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - انْقَطَعَ عَنْهُ الْوَحْيُ، فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: قَلَا مُحَمَّدًا رَبُّهُ، فَنَزَلَتْ سُورَةُ nindex.php?page=treesubj&link=33062nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1وَالضُّحَى فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللَّهُ أَكْبَرُ"، وَأُمِرَ أَنْ يُكَبِّرَ إِذَا بَلَغَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1وَالضُّحَى مَعَ خَاتِمَةِ كُلِّ سُورَةٍ حَتَّى يَخْتِمَ، فَكَبَّرَ شُكْرًا لِلَّهِ تَعَالَى لَمَّا كَذَّبَ الْمُشْرِكِينَ، وَقِيلَ: قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ تَصْدِيقًا لِمَا أَنَا عَلَيْهِ، وَتَكْذِيبًا لِلْكَافِرِينَ، وَقِيلَ: فَرَحًا وَسُرُورًا بِنُزُولِ الْوَحْيِ، وَوَرَدَ فِي ذَلِكَ أَقْوَالٌ كَثِيرَةٌ غَيْرَ مَا تَقَدَّمَ.
وَأَمَّا مَنْ وَرَدَ عَنْهُ، فَقَدْ صَحَّ التَّكْبِيرُ عَنْ أَهْلِ مَكَّةَ قُرَّائِهِمْ وَعُلَمَائِهِمْ،
[ ص: 384 ] وَصَحَّ أَيْضًا عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11962أَبِي جَعْفَرٍ، وَأَبِي عَمْرٍو، وَوَرَدَ عَنْ سَائِرِ الْقُرَّاءِ عِنْدَ الْخَتْمِ، وَهُوَ سُنَّةٌ مَأْثُورَةٌ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَنِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ فِي الصَّلَاةِ وَخَارِجِهَا، لَكِنْ مَنْ فَعَلَهُ، فَحَسَنٌ، وَمَنْ لَمْ يَفْعَلْهُ، فَلَا حَرَجَ عَلَيْهِ.
وَأَمَّا ابْتِدَاؤُهُ، فَاخْتُلِفَ فِيهِ، فَرُوِيَ أَنَّهُ مِنْ أَوَّلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=1أَلَمْ نَشْرَحْ وَرُوِيَ أَنَّهُ مِنْ أَوَّلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1وَالضُّحَى .
وَاخْتُلِفَ أَيْضًا فِي النِّهَايَةِ، فَرُوِيَ أَنَّ انْتِهَاءَهُ آخِرَ سُورَةِ النَّاسِ، وَرُوِيَ: أَوَّلَهَا، وَقَدْ ثَبَتَ نَصُّهُ عَنِ الْإِمَامَيْنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ nindex.php?page=showalam&ids=12251وَأَحْمَدَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَلَمْ يَسْتَحِبَّهُ الْحَنَابِلَةُ؛ لِقِرَاءَةِ غَيْرِ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنِ كَثِيرٍ، وَلَمْ أَطَّلِعْ عَلَى نَصٍّ فِي ذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=11990لِأَبِي حَنِيفَةَ nindex.php?page=showalam&ids=16867وَمَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.
وَلَفْظُهُ: (اللَّهُ أَكْبَرُ) فِي رِوَايَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=13869الْبَزِّيِّ، nindex.php?page=showalam&ids=16832وَقُنْبُلٍ، وَرُوِيَ عَنْهُمَا: التَّهْلِيلُ قَبْلَ التَّكْبِيرِ، وَلَفْظَةُ: (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ) ، وَالْوَجْهَانِ عَنْهُمَا صَحِيحَانِ جَيِّدَانِ مَشْهُورَانِ مُسْتَعْمَلَانِ.
nindex.php?page=treesubj&link=33099وَصِفَةُ التَّكْبِيرِ فِي رِوَايَةِ ابْنِ كَثِيرٍ بَيْنَ كُلِّ سُورَتَيْنِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ وَجْهًا:
الْأَوَّلُ: قَطْعُهُ عَنْ آخِرِ السُّورَةِ، وَوَصْلُهُ بِالْبَسْمَلَةِ، وَوَصْلُ الْبَسْمَلَةِ فِي أَوَّلِ السُّورَةِ الْآتِيَةِ، وَهُوَ
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=21وَلَسَوْفَ يَرْضَى قِفِ (اللَّهُ أَكْبَرُ) صِلْ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) صِلْ
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1وَالضُّحَى .
[ ص: 385 ]
الثَّانِي: قَطْعُهُ عَنْ آخِرِ السُّورَةِ، وَوَصْلُهُ بِالْبَسْمَلَةِ، وَالْوُقُوفُ عَلَى الْبَسْمَلَةِ، ثُمَّ الِابْتِدَاءُ بِأَوَّلِ السُّورَةِ، وَهُوَ
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=21وَلَسَوْفَ يَرْضَى قِفِ (اللَّهُ أَكْبَرُ) صِلْ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) قِفْ
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1وَالضُّحَى .
الثَّالِثُ: وَصْلُهُ بِآخِرِ السُّورَةِ، وَالْقَطْعُ عَلَيْهِ، وَوَصْلُ الْبَسْمَلَةِ بِأَوَّلِ السُّورَةِ، وَهُوَ
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=21وَلَسَوْفَ يَرْضَى صِلِ (اللَّهُ أَكْبَرُ) قِفْ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) صِلْ
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1وَالضُّحَى .
الرَّابِعُ: وَصْلُهُ بِآخِرِ السُّورَةِ، وَالْقَطْعُ عَلَى الْبَسْمَلَةِ، وَهُوَ
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=21وَلَسَوْفَ يَرْضَى صِلِ (اللَّهُ أَكْبَرُ) قِفْ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) قِفْ
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1وَالضُّحَى .
الْخَامِسُ: قَطْعُ التَّكْبِيرِ عَنْ آخِرِ السُّورَةِ وَعَنِ الْبَسْمَلَةِ، وَوَصْلُ الْبَسْمَلَةِ بِأَوَّلِ السُّورَةِ، وَهُوَ
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=21وَلَسَوْفَ يَرْضَى قِفِ (اللَّهُ أَكْبَرُ) قِفْ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) صِلْ
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1وَالضُّحَى .
السَّادِسُ: وَصْلُ التَّكْبِيرِ بِآخِرِ السُّورَةِ، وَالْبَسْمَلَةِ بِأَوَّلِ السُّورَةِ، وَهُوَ
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=21وَلَسَوْفَ يَرْضَى صِلِ (اللَّهُ أَكْبَرُ) صِلْ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) صِلْ
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1وَالضُّحَى .
السَّابِعُ: قَطْعُ الْجَمِيعِ؛ أَيْ: قَطْعُ التَّكْبِيرِ عَنِ السُّورَةِ الْمَاضِيَةِ وَعَنِ الْبَسْمَلَةِ، وَقَطْعُ الْبَسْمَلَةِ عَنِ السُّورَةِ الْآتِيَةِ، وَهُوَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=21وَلَسَوْفَ يَرْضَى قِفِ (اللَّهُ أَكْبَرُ) قِفْ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) قِفْ
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1وَالضُّحَى .
فَهَذِهِ السَّبْعَةُ صِفَتُهُ مَعَ التَّكْبِيرِ، وَيَأْتِي مَعَ التَّهْلِيلِ مِثْلُ ذَلِكَ، وَبَقِيَ وَجْهٌ لَا يَجُوزُ، وَهُوَ وَصْلُ التَّكْبِيرِ بِآخِرِ السُّورَةِ، وَبِالْبَسْمَلَةِ مَعَ الْقَطْعِ عَلَيْهَا، وَهُوَ
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=21وَلَسَوْفَ يَرْضَى (اللَّهُ أَكْبَرُ) (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) بِالْوَصْلِ فِي الْجَمِيعِ، ثُمَّ يَسْكُتُ عَلَى الْبَسْمَلَةِ، ثُمَّ يَبْتَدِئُ
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1وَالضُّحَى ، فَهَذَا مُمْتَنِعٌ
[ ص: 386 ] إِجْمَاعًا؛ لِأَنَّ الْبَسْمَلَةَ لِأَوَّلِ السُّورَةِ، فَلَا يَجُوزُ أَنْ تُجْعَلَ مُنْفَصِلَةً عَنْهَا مُتَّصِلَةً بِآخِرِ السُّورَةِ قَبْلَهَا.
وَاعْلَمْ أَنَّ الْقَارِئَ إِذَا وَصَلَ التَّكْبِيرَ بِآخِرِ السُّورَةِ، فَإِنْ كَانَ آخِرُهَا سَاكِنًا، كَسَرَهُ لِلسَّاكِنَيْنِ؛ نَحْوَ: (فَحَدِّثِ اللَّهُ أَكْبَرُ) ، وَ (فَارْغَبِ اللَّهُ أَكْبَرُ) ، وَإِنْ كَانَ مُنَوَّنًا، كَسَرَهُ أَيْضًا لِلسَّاكِنَيْنِ، وَسَوَاءٌ كَانَ الْحَرْفُ الْمُنَوَّنُ مَفْتُوحًا أَوْ مَضْمُومًا أَوْ مَكْسُورًا، نَحْوَ: (تَوَّابًا اللَّهُ أَكْبَرُ) وَ (لَخَبِيرٌ اللَّهُ أَكْبَرُ) ، وَ (مِنْ مَسَدٍ اللَّهُ أَكْبَرُ) ، وَإِنْ كَانَ آخِرُ السُّورَةِ مَفْتُوحًا، فَتَحَهُ، وَإِنْ كَانَ مَكْسُورًا، كَسَرَهُ، وَإِنْ كَانَ مَضْمُومًا، ضَمَّهُ، نَحْوَ: قَوْلِهِ: (إِذَا حَسَدَ اللَّهُ أَكْبَرُ) ، (وَالنَّاسِ اللَّهُ أَكْبَرُ) ، وَ (الْأَبْتَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ) ، وَشُبَهِهِ، وَإِنْ كَانَ آخِرُ السُّورَةِ هَاءً كِنَايَةً مَوْصُولَةً بِوَاوٍ، حَذَفَ صِلَتَهَا لِلسَّاكِنَيْنِ؛ نَحْوَ: (رَبَّهُ اللَّهُ أَكْبَرُ) وَ (شَرًّا يَرَهُ اللَّهُ أَكْبَرُ) ، وَأُسْقِطَتْ أَلِفُ الْوَصْلِ الَّتِي فِي أَوَّلِ اسْمِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- فِي جَمِيعِ ذَلِكَ اسْتِغْنَاءً عَنْهَا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1وَالضُّحَى .
[1]
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=1وَالضُّحَى هُوَ سُطُوعُ الضَّوْءِ وَعِظَمُهُ، وَتَقَدَّمَ ذِكْرُ وَقْتِهِ أَوَّلَ سُورَةِ الشَّمْسِ، أَقْسَمَ اللَّهُ بِهِ، وَأَرَادَ بِهِ النَّهَارَ كُلَّهُ؛ بِدَلِيلِ أَنَّهُ قَابَلَهُ بِاللَّيْلِ.
* * *