[5] ومن شر حاسد إذا حسد أظهر حسده، وعمل بمقتضاه، والحسد أخبث الطبائع، وهو تمني زوال النعمة عن مستحقها، سواء كانت نعمة دين أو دنيا.
قال - صلى الله عليه وسلم: "الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب". [ ص: 466 ]
وقد روي عن الله -عز وجل- أنه قال: "الحاسد مضاد لقضائي، جاحد لنعمائي".
قال عمر بن عبد العزيز - رحمه الله: "ما رأيت ظالما أشبه بمظلوم من الحاسد، غم دائم، ونفس متتابع".
وأول ذنب عصي الله تعالى به في السماء: حسد إبليس لآدم، فأخرجه من الجنة، فطرد، وصار به شيطانا رجيما، وفي الأرض: حسد قابيل لأخيه هابيل، فقتله.
وعين الحاسد في الأغلب لا تضر، قال بعضهم: كل أحد يمكن أن ترضيه إلا الحاسد؛ فإنه لا يرضيه إلا زوال النعمة عنك.
وأنشد بعضهم:
فكل أداريه على حسب حاله سوى حاسد فهي التي لا أنالها وكيف يداري المرء حاسد نعمة
إذا كان لا يرضيه إلا زوالها
[قال - صلى الله عليه وسلم: "لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا، فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله حكمة، فهو يقضي بها، ويعلمها" ].
وروي أن المراد بالحاسد إذا حسد: اليهود؛ فإنهم كانوا يحسدون النبي - صلى الله عليه وسلم، والله أعلم.
* * *


