[ ص: 222 ] مسألة: في التوبة هل تسقط قضاء الفرائض؟
[ ص: 224 ] مسألة: في
nindex.php?page=treesubj&link=19715رجل أسرف على نفسه في الاعتقادات والعمليات، إذا تاب إلى الله تقبل توبته؟
وهل إذا تاب يسقط عنه قضاء ما فرط فيه من الفرائض، كالصلاة والصيام، كما يسقط عن الكافر إذا أسلم؟ وتسقط عنه كفارات الفطر في رمضان بجماع وطعام؟
وعليه صلوات لم يعرف عددها.
الجواب: نعم، يقبل الله توبته وتوبة كل تائب، ويغفر لكل تائب كل ذنب تاب منه، قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم [الزمر: 53].
وأما ما تركه من الصلاة والصيام، فإن كان عن ردة في الباطن، مثل جحد الوجوب، أو شك فيه، أو في رسالة الرسول، فهذا لا قضاء عليه عند جمهور المسلمين،
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبي حنيفة، nindex.php?page=showalam&ids=12251والإمام أحمد في ظاهر مذهبه.
ولو كان مرتدا مظهرا للردة، فإن الذين ارتدوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى عهد
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر رضي الله عنه، ثم عادوا إلى الإسلام، لم يؤمر أحد منهم بقضاء ما تركه في زمن الردة، مثل
عبد الله بن سعيد بن أبي سرح، وغيره.
[ ص: 226 ]
وكذلك إذا كان هذا في نفسه لم يظهره لأحد; فإن غايته أن يكون منافقا، ثم تاب وصار مؤمنا، والمنافقون الذين كانوا يتوبون لم يكونوا يؤمرون بقضاء ما تركوه في حال النفاق.
وذلك لقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=38قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف [الأنفال: 38].
[ ص: 222 ] مَسْأَلَةٌ: فِي التَّوْبَةِ هَلْ تُسْقِطُ قَضَاءَ الْفَرَائِضِ؟
[ ص: 224 ] مَسْأَلَةٌ: فِي
nindex.php?page=treesubj&link=19715رَجُلٍ أَسْرَفَ عَلَى نَفْسِهِ فِي الِاعْتِقَادَاتِ وَالْعَمَلِيَّاتِ، إِذَا تَابَ إِلَى اللَّهِ تُقْبَلُ تَوْبَتُهُ؟
وَهَلْ إِذَا تَابَ يَسْقُطُ عَنْهُ قَضَاءُ مَا فَرَّطَ فِيهِ مِنَ الْفَرَائِضِ، كَالصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ، كَمَا يَسْقُطُ عَنِ الْكَافِرِ إِذَا أَسْلَمَ؟ وَتَسْقُطُ عَنْهُ كَفَّارَاتُ الْفِطْرِ فِي رَمَضَانِ بِجِمَاعٍ وَطَعَامٍ؟
وَعَلَيْهِ صَلَوَاتٌ لَمْ يَعْرِفْ عَدَدَهَا.
الْجَوَابُ: نَعَمْ، يَقْبَلُ اللَّهُ تَوْبَتَهُ وَتَوْبَةَ كُلِّ تَائِبٍ، وَيَغْفِرُ لِكُلِّ تَائِبٍ كُلَّ ذَنْبٍ تَابَ مِنْهُ، قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=53قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهِ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزُّمَرُ: 53].
وَأَمَّا مَا تَرَكَهُ مِنَ الصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ، فَإِنْ كَانَ عَنْ رِدَّةٍ فِي الْبَاطِنِ، مِثْلَ جَحْدِ الْوُجُوبِ، أَوْ شَكٍّ فِيهِ، أَوْ فِي رِسَالَةِ الرَّسُولِ، فَهَذَا لَا قَضَاءَ عَلَيْهِ عِنْدَ جُمْهُورِ الْمُسْلِمِينَ،
nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكٍ، nindex.php?page=showalam&ids=11990وَأَبِي حَنِيفَةَ، nindex.php?page=showalam&ids=12251وَالْإِمَامِ أَحْمَدَ فِي ظَاهِرِ مَذْهَبِهِ.
وَلَوْ كَانَ مُرْتَدًّا مُظْهِرًا لِلرِّدَّةِ، فَإِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَى عَهْدِ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ثُمَّ عَادُوا إِلَى الْإِسْلَامِ، لَمْ يُؤْمَرْ أَحَدٌ مِنْهُمْ بِقَضَاءِ مَا تَرَكَهُ فِي زَمَنِ الرِّدَّةِ، مِثْلَ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، وَغَيْرِهِ.
[ ص: 226 ]
وَكَذَلِكَ إِذَا كَانَ هَذَا فِي نَفْسِهِ لَمْ يُظْهِرْهُ لِأَحَدٍ; فَإِنَّ غَايَتَهُ أَنْ يَكُونَ مُنَافِقًا، ثُمَّ تَابَ وَصَارَ مُؤْمِنًا، وَالْمُنَافِقُونَ الَّذِينَ كَانُوا يَتُوبُونَ لَمْ يَكُونُوا يُؤْمَرُونَ بِقَضَاءِ مَا تَرَكُوهُ فِي حَالِ النِّفَاقِ.
وَذَلِكَ لِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=38قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ [الْأَنْفَالُ: 38].