ومن
nindex.php?page=treesubj&link=20345انتسب إلى شيخ من شيوخ المسلمين، وابتدع في الدين ما لم يأذن به الله، ونسب بدعته إلى ذلك; فهو كاذب عليه مفتر إن كان الشيخ مهتديا في ذلك، وإلا كان الشيخ قد أخطأ وضل إن ثبت أنه خالف السنة النبوية.
nindex.php?page=treesubj&link=30492وليس لأحد أن يطيع أحدا في خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان من أكابر مشايخ الدين وأئمة المسلمين. قال الله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=65فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما [النساء: 65]. [و] قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=51إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا [النور: 51].
[ ص: 223 ]
وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=60ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=61وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا [النساء: 60 - 61].
فكل
nindex.php?page=treesubj&link=30563_28842من دعي إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصد عن ذلك وأعرض عنه، طاعة لبعض السادة والكبراء في الدين أو في الدنيا فهو منافق أخذ بنصيب من حال الذين
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=66تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=67وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=68ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا [الأحزاب: 66 - 68].
وهؤلاء الذين يبتدعون في الدين كشف الرؤوس، وتفتيل الشعور، وإظهار الخزعبلات، مثل اللعب بالحيات والنار واللاذن والزعفران والسكر والدم هم مبتدعون في ذلك ضالون مضلون.
وكل من كان صالحا وليا، فهو بريء من هذه البدع والضلالات والأكاذيب والتلبيسات.
وأما أولياء الله تعالى فهم الذين ذكرهم الله تعالى في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=62ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=63الذين آمنوا [ ص: 224 ] وكانوا يتقون nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=64لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة [يونس: 61 - 63]. فقد وصف الأولياء بالإيمان والتقوى.
وقد فسر الله -سبحانه وتعالى- التقوى في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون [البقرة: 177].
والله هو المسؤول أن يجمع لكم ولسائر المسلمين خير الدنيا والآخرة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم تسليما كثيرا.
علقه لنفسه
محمد بن أحمد بن علي الخطيب، من أصل
حسين بن إبراهيم بن أحمد بن سونج، وعليه خط الشيخ -رضي الله عنه-. وذلك في سابع عشر شهر رمضان سنة ست وثلاثين وسبعمائة.
* * *
وَمَنِ
nindex.php?page=treesubj&link=20345انْتَسَبَ إِلَى شَيْخٍ مِنْ شُيُوخِ الْمُسْلِمِينَ، وَابْتَدَعَ فِي الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ، وَنَسَبَ بِدْعَتَهُ إِلَى ذَلِكَ; فَهُوَ كَاذِبٌ عَلَيْهِ مُفْتَرٍ إِنْ كَانَ الشَّيْخُ مُهْتَدِيًا فِي ذَلِكَ، وَإِلَّا كَانَ الشَّيْخُ قَدْ أَخْطَأَ وَضَلَّ إِنْ ثَبَتَ أَنَّهُ خَالَفَ السُّنَّةُ النَّبَوِيَّةَ.
nindex.php?page=treesubj&link=30492وَلَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يُطِيعَ أَحَدًا فِي خِلَافِ سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَوْ كَانَ مِنْ أَكَابِرِ مَشَايِخِ الدِّينِ وَأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=65فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [النِّسَاءِ: 65]. [وَ] قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=51إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا [النُّورِ: 51].
[ ص: 223 ]
وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=60أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالا بَعِيدًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=61وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا [النِّسَاءِ: 60 - 61].
فَكُلُّ
nindex.php?page=treesubj&link=30563_28842مَنْ دُعِيَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَإِلَى سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَدَّ عَنْ ذَلِكَ وَأَعْرَضَ عَنْهُ، طَاعَةً لِبَعْضِ السَّادَةِ وَالْكُبَرَاءِ فِي الدِّينِ أَوْ فِي الدُّنْيَا فَهُوَ مُنَافِقٌ أَخَذَ بِنَصِيبٍ مِنْ حَالِ الَّذِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=66تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=67وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=68رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا [الْأَحْزَابِ: 66 - 68].
وَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَبْتَدِعُونَ فِي الدِّينِ كَشْفَ الرُّؤُوسِ، وَتَفْتِيلَ الشُّعُورِ، وَإِظْهَارَ الْخُزَعْبَلَاتِ، مِثْلَ اللَّعِبِ بِالْحَيَّاتِ وَالنَّارِ وَاللَّاذَنِ وَالزَّعْفَرَانِ وَالسُّكَّرِ وَالدَّمِ هُمْ مُبْتَدِعُونَ فِي ذَلِكَ ضَالُّونَ مُضِلُّونَ.
وَكُلُّ مَنْ كَانَ صَالِحًا وَلِيًّا، فَهُوَ بَرِيءٌ مِنْ هَذِهِ الْبِدَعِ وَالضَّلَالَاتِ وَالْأَكَاذِيبِ وَالتَّلْبِيسَاتِ.
وَأَمَّا أَوْلِيَاءُ اللَّهَ تَعَالَى فَهُمُ الَّذِينَ ذَكَرَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=62أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=63الَّذِينَ آمَنُوا [ ص: 224 ] وَكَانُوا يَتَّقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=64لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ [يُونُسَ: 61 - 63]. فَقَدْ وَصَفَ الْأَوْلِيَاءَ بِالْإِيمَانِ وَالتَّقْوَى.
وَقَدْ فَسَّرَ اللَّهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- التَّقْوَى فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ [الْبَقَرَةِ: 177].
وَاللَّهَ هُوَ الْمَسْؤُولُ أَنْ يَجْمَعَ لَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
عَلَّقَهُ لِنَفْسِهِ
مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْخَطِيبُ، مِنْ أَصْلِ
حُسَيْنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سُونَجَ، وَعَلَيْهِ خَطُّ الشَّيْخِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-. وَذَلِكَ فِي سَابِعَ عَشَرَ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعِمِائَةٍ.
* * *